| طلب سماعه بعد الوفاة.. قصة تسجيل صوتي تركه الفنان فريد شوقي لبناته الخمسة

لم يُنجب الذكور، ولم يتمنى أبدًا إنجابهم، واكتفَ ببناته الخمسة منى وناهد ومها وعبير ورانيا، اللاتي أنجبهم من زوجاته الأربعة، ووجد في تربيتهم سلاسة تختلف تمامًا عن تربية الذكور، ليترك الفنان الراحل فريد شوقي إرثًا فنيًا لبناته يتجاوز الـ350 عملًا، وموهبة توزعت عليهنّ بالتساوي، ووصية مُسجلة بصوته طلب عدم فتحها أبدًا إلا بعد رحيله.

وصية الفنان فريد شوقي لبناته الخمسة

كنزًا ثمينًا احتفظ به الراحل فريد شوقي في مكان أمين في غرفة مكتبة، عبارة عن وصية مسجلة بصوته، وتوسل إلى الله أن تنفذها بناته الخمسة بعد رحيله حتى تستريح روحه، وطلب منهنّ عدم فتحها حتى وفاته، وفي لقاء صحفي نادر عام 1998، كشف عن الوصية التي تركها لهنّ وقال: «لي أمنية أرجو من بناتي تنفيذها بعد وفاتي، الوصية مُسجلة بصوتي أحفظها في مكان أمين في غرفة مكتبي».

لحظات صمت تخللت اللقاء، أعقبتها تنهيدة، ثم بدأ فريد شوقي في التحدث عن وصيته وكأننا نستمع إليها قائلًا: «أنا كاتب وصية ومسجّلها على ريكوردر، أنا لا أرجو ولا أتمنى أن يدّب الخلاف بين بناتي، لأنّ من حظي السئ أو القدر أراد أن يلعب بي أو أنا غلطان.. سموها زي تسموها، أنني تزوجت ثلاثًا فعندي خمس بنات من 3 ستات، فأخشى رغم إن فيه وفاق والحمد لله تمامًا، أخشى أن أم دي تقول حاجة أو يحدث شئ.. أخشى من الكلمات».

ارتسمت على وجهه علامات القلق والخوف على بناته الخمسة، وبدى وكأنّه يرتب حروف كلماته حتى تعي بناته الوصية جدًا: «وحتى أريح نفسي فأنا ليس عندي الورث أو الأطيان أو العمارات التي يتكالبون عليها، يعني مافيش حاجة أبدا والحمد لله.. نفسي يفضلوا أحباب.. هذه أمنيتي».

علاقة أخوة قوية بين البنات الخمسة

وبنات الفنان الراحل فريد شوقي هنّ: «منى» أنجبها من زوجته الأولى زينب عبد الهادي، و«ناهد» و«مها» أنجبهما من زوجته الراحلة هدى سلطان، ثم «رانيا» و«عبير» اللتان أنجبهما من سهير ترك التي عاش معها 28 عامًا وظلت على عصمته حتى رحل عن دنيانا عام 1998.

وإن كان القدر ليُمهل ملك الترسو لحظات يطمئن فيها على إرثه في الدنيا، لوجد أنّ وصيته نفذتها البنات الخمسة بحذافيرها، فـ على الرغم من أنّهنّ لم يكنّ أشقاء من نفس الأب والأم، إلا أنّه نشأت بينهنّ علاقة أخوة قوية، تقول رانيا فريد شوقي آخر العنقود، في لقاء تليفزوني سابق: «بابا كان أهم حاجة عنده الأسرة، هو ابن بار بشكل مش ممكن تتخيلي، وكان يوميًا يسأل على مامته وباباه وأخواته وولاد أخواته، ويكلم بناته وأزواج بناته ومعرفش بيعمل ده إزاي، وخلانا أخوات حلوين لأننا بنحبه هو لأنّه كان العمود والأساس».