في رسالة التعزية التي ارسلها نتنياهو إلى غادي ايزنكوت عضو حكومة الحرب يعزيه بولده غال مائير ٢٥ عاما، كتب يقول : نحن نبكي معك، نحن نعانقك، لان غال كان محاربا شجاعا و بطلا حقيقيا.
وغال هو آخر حصيلة قتلى يوم الخميس حيث ارتفع العدد إلى ٩٢ ضابطا وجنديا اسرائيليا قتلوا منذ السابع من اكتوبر أكثرهم ممن دفعت بهم إسرائيل إلى محرقة غزة. هذا هو كل ما حصل عليه نتنياهو في حربه المدمرة التي دخلت شهرها الثالث. ولحد هذه اللحظة لم تستطع إسرائيل بكل ما لديها من أسلحة فتاكه و مساندة الدول الكبرى، لم تستطع من تحقيق أهدافها الظالمة في تدمير حماس و استعادة غزة من سيطرة المقاومة، وهذا يعني ان دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة لم يكن سوى مصيدة للجنود الاسرائيليين الذين أخذوا يتساقطون يوميا امام رصاص كتائب القسام و سرايا القدس، حتى بلغ الأمر إلى دفع القادة الاسرائيليون أبنائهم إلى محرقة غزة بعد أن بان الانكسار و التردد و الانقسام في الجيش الاسرائيلي نتيجة عدم إيمانه بهذه الحرب العبثية التي لم تجن منها اسرائيل سوى المئات من الأطفال والنساء الذين يسقطون يوميا بسبب غارات الطيران الاسرائيلي.
لم يف نتنياهو بوعده الذي قطعه للاسرائليين بتصفية حماس واستعادة الرهائن وإيقاف هجمات المقاومة
والسؤال الذي يطرحه اليوم الساسة الاسرائيليون بوجه نتنياهو هو: ما الذي حققته في حربك العبثية في غزة؟
وياتيك الجواب من رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ايهود اولمرت على صفحات بوليتيكو الإسرائيلية Politico في مقابلة صحافية قال فيها: في كل دقيقة يقضيها نتنياهو كرئيس للوزراء فهو يشكل خطرا على اسرائيل، كما وأكد للصحيفة ايضا: ان نتنياهو في حالة الانهيار العصبي حيث سعى إلى تجنب الاطاحة به من منصبه لفشله في حماية الأمن القومي بعد هجمات حماس؛ فلا قتل الأطفال و لا قصف المدارس و المستشفيات ودور العبادة ستشفع لنتنياهو بقاءه في السلطة كرئيس للوزراء.
والاسرائيليون قاطبة ينتظرون اللحظة التي ستنتهي فيها الحرب والتي ستكون اللحظة التي سيدخل فيها نتنياهو السجن لينال جزاء مخالفاته الكثيرة خلال فترة حكمه.
وأيضا اصبح مشهورا لدى الرأي العام الاسرائيلي؛ ان تمديد أمد الحرب ليس إلا لتهرب نتنياهو من القضاء الذي يطارده، وهو عندما يبكي ليس بكاؤه على القتلى حتى لو كانوا من اقرب الناس اليه بل يبكي على المصير الأسود الذي ينتظره.
كاتب عراقي