كويكب عابر يُدعى «319 ليونا»، يتوقع العلماء أن يتسبب في كسوف فريد من نوعه، إذ سيمر أمام نجم ساطع لينتج هذه الظاهرة الفلكية التي يمكن للملايين رؤيتها، وتستمر لمدة تصل إلى خمس ثوانٍ.
العالم ينتظر حدث فلكي يوم 12 ديسمبر
وبحسب مجلة «science alert» العلمية، يعتبر منكب الجوزاء، أحد النجوم الأكثر وضوحًا في سمائنا، ورصد له العلماء تحركات غريبة خلال السنوات القليلة الماضية، وخفت سطوع العملاق الأحمر العملاق، الذي يقع في كوكبة أوريون، فجأة في عام 2019، ما جعل علماء الفلك يتساءلون عما إذا كان على وشك الانفجار، والآن، يتوقع العلماء أن يختفي تقريبًا عن الأنظار تمامًا لفترة وجيزة، في 12 ديسمبر.
ويتوقع العلماء أن الكويكب 319 ليونا سوف يحجب رؤية منكب الجوزاء من الأرض لمدة تصل إلى خمس ثوانٍ، بنفس الطريقة التي يحجب بها القمر الشمس، وستكون هذه فرصة لعلماء الفلك لجمع معلومات مهمة حول منكب الجوزاء، والتي يمكن أن تساعد العلماء على فهم ولادة أنظمة الكواكب.
ظاهرة فلكية تحدث مرة واحدة في العمر
وقال عالم الفيزياء الفلكية ميجيل مونتارجيس من مرصد باريس لموقع Business Insider يوم الخميس: «هذه الظاهرة هو أمر استثنائي للغاية، فهي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر».
وتمر الكويكبات أمام النجوم طوال الوقت، لكنها عادة ما تكون كبيرة جدًا لدرجة أنها تحجب ضوء النجم تمامًا، وفي حالة «ليونا 319» سيكون الحجم المثالي لحدوث كسوف حلقة النار الذي يمكن رؤيته من الأرض، وهذا يعني أنّ الكويكب سوف يحجب ألمع ضوء منكب الجوزاء ولكنه يترك بعضًا من لمعانه ليتسلل من خلاله، مما يسمح لبعض ميزات النجم الخافتة بالظهور للمراصد المرتبطة بالأرض.
ويقول عالم الفيزياء إنّ الاحتجاب يتوقع أن يوفر أدلة حول كيفية تحرك الغاز الساخن المشحون حول النجم المحتضر، وهي عملية يشار إليها باسم خلايا الحمل الحراري للنجم، وأضاف: «سيخبرنا هذا بالفيزياء التي تقف وراء العمالقة الحمراء العملاقة وكيف تطلق رياحها النجمية»، مشيرًا إلى أن المواد المستخرجة من النجم يمكن أن تنتج في النهاية نظامًا شمسيًا جديدًا.
ويقوم «مونتارجيس» وزملاؤه بتنسيق فريق يضم حوالي 80 من علماء الفلك الهواة في جميع أنحاء أوروبا، ومن المفترض أن يظهر هذا الحدث النادر في وقت متأخر من يوم الإثنين وحتى وقت مبكر من الثلاثاء، ليشهده الملايين على طول مسار ضيق يمتد من طاجيكستان وأرمينيا في آسيا الوسطى، وعبر تركيا واليونان وإيطاليا، وإسبانيا، وحتى ميامي وأرخبيل جزر «فلوريدا كيز» وبعض مناطق من المكسيك.