حالة من الجدل لدى بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي، أثارها الفنان محمود حميدة، خلال إلقاء كلمته في الحفل الافتتاحي للدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، بعدما رفض أن يطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت، حدادا على أرواح شهداء غزة الذين ارتقوا خلال العدوان الغاشم من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
سر رفض محمود حميدة الوقوف دقيقة حداد على شهداء غزة
رغم إثارة الحيرة لدى البعض، إلا أن الكلمات التي قالها الفنان محمود حميدة خلال تقديمه حفل الافتتاح، كشفت نُبل دوافعه، خاصة حينما أوضح سبب رفضه الطلب من الحاضرين بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الفلسطينيين، إذ قال: «الحداد بينسي وأنا لا أريدكم أن تنسوا».
وفي بداية كلمته خلال افتتاح حفل الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، المقامة في مدينة الجونة بالغردقة، قال محمود حميدة: «أقف اليوم أمامكم لأتكلم عن المسؤولية التي نتقاسمها جميعًا، وهي مسؤولية تسليط الأضواء على أكثر أوقات الإنسانية ظلامًا، فنحن كصناع ومبدعين ومحركو مشاعر وناقلو حقيقة نمتلك هذه القدرة، وعلينا واجب لأننا روات القصص غير المروية وحاملو الحقائق غير المريحة، ومن قصص اليأس نستطيع أن نسلط الضوء على جوهر إنسانيتنا المشتركة في عالم أصبح يغض النظر عن الفظائع».
كلمة محمود حميدة خلال افتتاح مهرجان الجونة
وأضاف حميدة: «لدينا القدرة على أن نكون محفزين على التغيير، لأن القهر ليس مجرد فصول تاريخية، ولكنه جروح حية تتطلب الاعتراف والفهم من أجل الشفاء، فلتكن أفلامنا من شهادة على صمود الروح الإنسانية وأملا في وجه الظلام، السيدات والسادة أشكركم على الحضور».
وجاء رفض محمود حميدة الطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء غزة، خلال قوله: «مكتوب في الورق أن أطلب منكم الوقوف دقيقة حداد، لكن أنا مش هطلب ده لأن الحداد كما نعبر به عن الحزن، فهو دافع للنسيان، وأنا لا أريد أن أنسى ولا أريد أن تنسو».
انطلاق الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي
يذكر أن الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي انطلقت أمس، بمدينة الجونة، لكن بدون أجواء احتفالية، وبشكل استثنائي تحت عنوان «نافذة على فلسطين»، وعرضت مجموعة من الأفلام التي تعمقت في قلب القصص الفلسطينية، وسلطت الضوء على معاناة أهالي فلسطيني على مدار الـ70 عامًا الماضية، وبالأخص منذ السابع من أكتوبر الماضي، على إثر تنفيذ عملية «طوفان الأقصى».