فنجان قهوة بيد قطة، وأطباق تزين الحوائط، وأوتي الزهور، بهذه الأشكال حوّلت الطفلة رحمة عمرو شكري صاحبة الـ 16 عامًا، الطين إلى دولارات، بعدما تعلمت صناعة الخزف بلغة الإشارة، نظرًا لكونها من الصم والبكم، واحترفته حتى نالت أعمالها شهرة واسعة في مختلف أنحاء العالم، وأصبحت تصدر منتجاتها إلى مختلف الدول لتدر الأرباح بالدولار، رغم صغر سنها.
تستيقظ رحمة باكرًا كل يوم، تذهب إلى ورشة الفنان عبد الستار الذي علّمها الخزف، تجلس على الدولاب الخارجي أمام الورشة، تداعب الشمس عينيها المميزتان، فكل عين بلون مختلف إحداهما بنية والأخرى زرقاء، تُمسك بقطعة الطين وتبدأ في تشكيلها؛ لتحويلها إلى الشكل المطلوب.
تعلّمت صناعة الخزف بلغة الإشارة
يقول عبد الستار عبد السميع، فنان تشكيلي، إنّه يدرب العديد من أطفال قرية تونس الذين يرغبون في تعلم صناعة الخزف، لكن رحمة كانت أصعبهم كونها لا تسمع ولا تتكلم وهو لا يجيد لغة الإشارة، إلا أنّها زكية وتعلّمت كل شيء، في حين أكثر ما يتعبه معها عنادها ورغبتها في تنفيذ ما يخطر ببالها سواء كان صحيحًا أو خاطئًا.
ذاع صيتها مثل قرية تونس
ويضيف أنّ رحمة اكتسبت شهرة واسعة طوال العام الماضي، وذاع صيتها في قرية تونس السياحية، وأصبحت منتجاتها من الخزف والفخار مطلوبة خارج مصر، خصوصًا فنجان القهوة بيد على شكل قطة زرقاء العينين، وبعض الأطباق المميزة التي تستخدم لتناول الطعام، أو للتعليق على الحوائط كديكور.
نشاط حركة السياحة بقرية تونس
ويوضح أنّ الوضع أصبح أفضل كثيرًا وخدم رحمة بعدما نشطت السياحة واشتهرت قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم عالميًا، فأصبح يتوافد السياح ويشترون منتجاتها، بينما في الماضي كان الخزاف يستغرق نحو 5 سنوات؛ ليتمكن من بيع قطعة أو تصديرها للخارج.
براد من البيئة بغصن شجرة
ويذكر عبد الستار، أنّه صنع برادًا من الفخار ويده عبارة عن غصن من الأشجار، وفوجئ بأنّه انتشر وأصبح مطلوبا للتصدير إلى نيويورك، بعدما لاقى إقبالا كبيرًا، نتيجة صناعته بمواد طبيعية دون معادن أو مسامير، موضحًا أنّ رحمة تحاول تعلم صناعة هذا البراد منه أيضًا خلال الفترة الحالية.
تحلم بإنشاء مدرسة لتعليم الخزف
ويؤكد أنّ رحمة تنصح زملائها بمدرسة الصم والبكم، بتعلم الخزف، لاسيما أنّهم ماهرين في حرفة تحويل الطين لدولار.
وتكشف «أم عبد الرحمن» والدة رحمة في تصريحات خاصة لـ «» أنّ ابنتها تحلم بافتتاح مدرسة أو ورشة لتعليم الصم والبكم من أبناء مركز يوسف الصديق، صناعة الخزف، مشيرة إلى أن معظم صانعي الخزف يرفضون تعليمهم لصعوبة التعامل معهم.
وأوضحت أنّ رحمة لديها شقيقان من الصم والبكم، أصغرهما يحلم بتعلم صناعة الخزف لكنه لا يجد مكانًا يتعلم فيه، لصعوبة التواصل بينه وبين المعلم.