| «ميرنا» تصل لأوائل الثانوية بكرسي متحرك: بحلم أكون سفيرة.. وأمي سر نجاحي

تجلس «ميرنا» ابنة الإسكندرية في كرسي متحرك، داخل لجنتها الامتحانية بشهادة الثانوية العامة، وبعزيمة فولاذية تشرع في الإجابة على الأسئلة بثقة، وأمل الطامحين في المستقبل المشرق، لتكلل مسيرتها التعليمية ببطاقة ترشيح إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بعدما حصلت على مركز متقدم ضمن أوائل المحافظة، في خطوة جديدة نحو تحقيق الحلم الذي طالما روادها بأن تصبح يومًا سفيرة لمصر.

«ميرنا» تتحدى الصعاب وتحلم بأن تصبح سفيرة مصر

واجهت الفتاة بشجاعة صعوبات النطق نتيجة إصابتها بشلل دماغي منذ الولادة، فذاكرت وثابرت واجتهدت وحصدت أخيرا ثمار ما زرعت طيلة السنوات الماضية، فلم تكن تتوقع الالتحاق بتلك الكلية العريقة، إلا أنها قررت بذل قصارى جهدها خلال فترة المذاكرة، ليكلل الله مجهودها بمجموع 91% أوصلها إلى كليتها الحالية.

نظرت «ميرنا» بعينين واثقتين إلى السماء والتقطت أنفاسها قبل أن تروي لـ«» كواليس تجربتها المميزة في الكلية: «كنت فرحانة أوي لما جبت المجموع وخايفة من فكرة دراسة الكلية وأنا على كرسي متحرك، لكن عميد الكلية ووكيلها شجعوني وأعطوني كارت الأسانسير يساعدني على الصعود، وكمان عملوا لي رامب اطلع عليه بالكرسي».

وأضافت أنها ارتبطت وجدانيا بمواد السياسة أكثر من الاقتصاد، وتحلم بأن تصير يوما سفيرة لمصر: «اهتمام الدولة بذوي الهمم هو اللي خلق فيّ الرغبة دي لأن ده أكتر وقت شفت فيه اهتمام وتشجيع من القيادة السياسية لذوي الهمم، وأنهم مش ناقصهم حاجة، بالعكس إحنا مميزين بعزيمتنا».

الأم مدرسة 

تدين «ميرنا» بالفضل لوالدتها «منى فؤاد» التي اكتشفت حالتها مبكرا وهي ابنة 8 أشهر، تركت الأم عملها وخصصت وقتها بالكامل لمساعدتها في العلاج وجلسات العلاج الطبيعي، التي حدّت من أثار الحالة الصحية، ومهدت لها طريقها نحو النجاح وبداية رحلة التميز.

نجاح «ميرنا» آهلها للتكريم مؤخرا من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كونها ضمن أوائل الثانوية العامة بالإسكندرية، وأهدته الفتاة باقة من الورود خلال التكريم، فرد عليها مداعبا: «الورد يجيب الورد» وهي الكلمة التي أسعدتها، مشيرة إلى أنها تأمل في مواصلة الطريق نحو السلك الدبلوماسي.