اجتمع مسؤولون إسرائيليون بنظرائهم القطريين في النرويج، اليوم السبت، سعياً لإحياء المحادثات حول صفقة تبادل يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وفقاً لما أوردت القناة الـ13 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر لم تسمها.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر قولها إنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع ديفيد برنيع، مدير وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، في أوسلو، ضمن محادثات “استكشافية”، مضيفة أنه من المرجح أيضًا أن يجتمع برنيع مع مسؤولين مصريين.
وقادت قطر مفاوضات فاعلة في الأسابيع الأخيرة، أفضت إلى اتفاق هدنة لمدة 7 أيام، تم خلالها تبادل عشرات الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مع إدخال مساعدات إلى مناطق قطاع غزة في ذروة الحرب البرية.
وتشير المعطيات الحالية إلى عقبات كبيرة تعترض استئناف المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل جديدة، إذ تشترط حركة حماس وقفاً شاملاً للحرب وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة قبل بدء أية مفاوضات جديدة، في حين تطلب حكومة الاحتلال إطلاق سراح النساء الإسرائيليات اللواتي تبقين في غزة قبل بدء محادثات حول صفقة جديدة. وسبق أن ذكرت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن النساء اللواتي بقين محتجزات هن مجندات في جيش الاحتلال.
وتأتي محادثات النرويج بعد يوم من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قتله عن طريق الخطأ ثلاثة محتجزين في غزة، ما أدى إلى تزايد الضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات جديدة تجاه صفقة تبادل.
وكانت القناة 13 كشفت قبل أيام أن مجلس الحرب الإسرائيلي (كابنيت الحرب) وعلى رأسه نتنياهو رفض في مطلع الأسبوع، مقترح رئيس الموساد بالسفر إلى قطر لمناقشة صفقة تبادل جديدة، إلا أن الانتقادات الكبيرة التي طاولت “الكابنيت” من قبل عائلات المحتجزين، دفعت نتنياهو إلى تعديل موقفه والسماح بسفر برنيع إلى لقاءات أجريت في أوروبا وليس في قطر.
وسيكون اجتماع أوسلو هو الأول بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا بوساطة قطر. ولم يعلق مكتب نتنياهو على هذه الأنباء، بحسب “وول ستريت جورنال”.
مقترحات صفقة تبادل جديدة
ووفقا للصحيفة، اقترحت قطر ومصر أفكارا جديدة على حماس لمحاولة إطلاق سراح المزيد من الأسرى، بالإضافة إلى ما تبقى من النساء والأطفال المحتجزين. ومن بين تلك الأفكار إطلاق سراح كبار السن والمدنيين مقابل بعض كبار السجناء الفلسطينيين، بحسب مسؤولين مصريين.
وتشمل الأفكار الأخرى صفقة يمكن أن تشمل إطلاق سراح ثلاثة ضباط إسرائيليين كبار مقابل إطلاق سراح 10 سجناء فلسطينيين قدامى، بمن فيهم مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح. إلا أن الجناح العسكري لحركة حماس لم يستجب للمقترحات التي قدمت في الأيام الأخيرة.
وأكدت دولة قطر، اليوم السبت، أنها تواصل جهودها الدبلوماسية لتجديد الهدنة في غزة، معربة عن أملها بأن يتم البناء على ما تحقق حتى الآن لإنجاز اتفاق شامل ومستدام ينهي الحرب، ويوقف سفك دماء “أشقائنا الفلسطينيين”.
وقالت المندوبة الدائمة لقطر لدى الأمم المتحدة، علياء أحمد بن سيف آل ثاني، في بيان، أمام الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة للجمعية العامة إن “الجهود الدبلوماسية الحثيثة لدولة قطر بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة الأميركية، في الشهر الماضي، أثمرت اتفاقاً تم بموجبه تطبيق هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، وتم الاتفاق لاحقاً على تمديدها وصولاً إلى سبعة أيام، وجرى إخلاء سبيل أكثر من مئة من الأسرى من النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة، ومئات النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، كما سمحت الهدنة بدخول المزيد من المساعدات الإغاثية التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة”.