عمال الصحة ببريطانيا يحاصرون مقر شركة تدعم الاحتلال الإسرائيلي

احتشد عشرات من العاملين في القطاع الصحي ببريطانيا، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، أمام مكاتب شركة “بلانتير” في لندن؛ احتجاجاً على تصرفات شركة التكنولوجيا الأمريكية التي تعهدت بمساعدة الحكومة الإسرائيلية في “الحفاظ على تسليحها وتفوقها” في غمار قصفها المستمر على قطاع غزة، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

ووقف نشطاء منظمة “عاملون صحيون من أجل فلسطين”، وهم يرتدون ملابسهم الزرقاء ويرفعون أعلام فلسطين، وأغلقوا مدخل مبنى شركة “بلانتير المملكة المتحدة”، الذراع البريطانية للشركة الأمريكية، في ميدان سوهو، احتجاجاً على تأييد الشركة لحرب الاحتلال على قطاع غزة، واعتراضاً على قرار “هيئة الخدمات الصحية البريطانية” بمنحِ الشركة عقداً بقيمة 413 مليون دولار لتولي الإدارة الإلكترونية لبيانات المرضى. 

ويأتي هذا في وقت قصف فيه الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات غزة وهاجم مراكزها الصحية، وقتل واعتقل عشرات الأطباء والجراحين وكبار مسؤولي المستشفيات. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول، إنه لم تعد هناك أي مستشفيات عاملة في شمال غزة.

في المقابل، أعلن أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة بالانتير، أن الشركة “تدعم إسرائيل بكل السبل الممكنة”. 

دعوة للتصدي لجرائم الاحتلال في غزة
وقالت هارييت، المتحدثة باسم “عاملون صحيون من أجل فلسطين” والمشاركة في تنظيم الاحتجاج، إنها تتخوف من الاعتماد على شركة بلانتير في إدارة بيانات المرضى، وترى أن الشركة ليست جديرة بهذه الثقة. 

وتذهب هارييت إلى أن “الصفقة التي عقدتها هيئة الخدمات الصحية البريطانية مع بالانتير لا يقتصر تأثيرها على الأطباء فحسب. وقد شاركت هذه الشركة في التنميط العنصري للمجتمعات المهمشة في أمريكا، وفي دعم الاحتلال الإسرائيلي. وأنا لا آمنهم على بيانات المرضى لدينا، ولا أثق بأنهم يحرصون على المعايير الأخلاقية في استخدامها”.

كما أشارت هارييت إلى أن “النقابات الطبية الفلسطينية دعت الأطباء في جميع أنحاء العالم للوقوف معها في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي لمنظومة الرعاية الصحية في غزة، باستخدام تكنولوجيا شركات مثل بالانتير. ولهذا السبب جئنا إلى هنا”. 

غطّى كثير من المحتجين الذين شاركوا في الوقفة وجوههم، وارتدوا الأقنعة للتستر على هوياتهم خشية التعرض للتوبيخ الإداري من هيئة الخدمات الصحية البريطانية، التي لا توافق على إظهار التأييد العلني لفلسطين. 

وهتف المحتجون: “عار عليكم” في مواجهة شركة بلانتير، وعابوا على هيئة الخدمات الصحية البريطانية تعاقدها مع هذه الشركة، ورفع بعضهم دُمى أطفال احتجاجاً على العدد الكبير من الأطفال الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

“إسرائيل تستهدف زملاءنا”!  
وتزامنت الوقفة الاحتجاجية مع جولة أخرى من الإضرابات التي ينظمها صغار الأطباء في بريطانيا، للضغط على الحكومة من أجل الموافقة على رفع زيادات الأجور. 

وقال ميش، وهو عامل طبي في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، إن إضرابات الأطباء المبتدئين في إنجلترا “مرتبطة ارتباطاً جوهرياً” بقرار الهيئة منح شركة بالانتير عقداً بملايين الدولارات، فقد “شهدنا في العقود الماضية تدمير الهيئة بتخفيض الإنفاق العام، وخصخصة بعض الخدمات الصحية”. 

وأوضح ميش: “ما يحدث في غزة يفطر قلوب العاملين في مجال الرعاية الصحية، ويؤذينا، لأن إسرائيل تواصل استهداف زملائنا. ويخشى كثير منا أن يصرح باحتجاجه خوفاً من تعرضه للحملات الجارية عبر الإنترنت ضد العاملين الصحيين منذ أن بدأت إسرائيل قصفها على غزة، وأتخوف كذلك من أن الرابطة الطبية البريطانية لن تدعمنا” إذا تعرضنا للأذى. 

ويُشار إلى ان شركة بالانتير لديها مقر في تل أبيب. وقد انتقدت منظمات حقوقية الشركة لبيعها خدماتها التكنولوجية إلى إسرائيل، وتصريحها العلني بتأييد قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة. فقد نشرت الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي في 12 أكتوبر/تشرين الأول، منشوراً قالت فيه: “لا يمكن محاربة أنواع معينة من الشر إلا بالقوة.. بالانتير تقف إلى جانب إسرائيل”.

وقالت الشركة في رسالة إلى المساهمين بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني: “نحن من الشركات القليلة في العالم التي وقفت وأعلنت دعمها لإسرائيل، ولا نزال متمسكين بهذا الدعم”. وقال جو لونسديل، أحد مؤسسي شركة بالانتير، إن إسرائيل “تفعل ما يتعين عليها فعله، وتقضي على الأشرار”.

ويشار إلى أن الشركة تأسست في عام 2004، وشارك في تمويلها شركة استثمار مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتقدم الشركة خدمات للجيش الأمريكي ووكالات الاستخبارات والقوات المسلحة في بريطانيا ودول غربية أخرى.

والرئيس الحالي لشركة بلانتير، الملياردير بيتر ثيل، الذي شارك كذلك في تأسيس شركة “باي بال” لخدمات تحويل الأموال، وأحد الداعمين لحملة دونالد ترامب الرئاسية الأمريكية في عام 2016.