“أنفاق غزة” تصدم الجيش الإسرائيلي: أكبر بنسبة 500% إلى 600% من تقديراته

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تحليلاً أعده المعلق العسكري رون بن يشاي حمل عنوان:” حسم المعركة لصالح إسرائيل في غزة لا يعتمد على الأميركيين، بل على قدرة الجمهور في إسرائيل الصمود والدعم السياسي”.

 وأكد المعلق العسكري في تحليله أن “كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي مقتنعون بأن تحقيق أهداف الحرب أمر ممكن، ولكنه سيتطلب أشهراً من القتال والخسائر، ولهذا فإن الأمر يتطلب الدعم المعنوي والسياسي”

وزعم المعلق العسكري أن قوات الاحتلال قتلت ما بين 9000 إلى 7000 من المقاومة الفلسطينية، وجرحت قرابة 20 ألفًا منهم، ونوّه إلى أن جيش الاحتلال اكتشف أن منظومة الأنفاق في قطاع غزة أكبر بنسبة -500%-600% من تقديراته القديمة.

وأكمل بن يشاي:”من المحادثات التي أجريتها مؤخرًا مع كبار القادة العسكريين في الميدان ومن قيادة القوات الجوية، حصلت على انطباع واضح بأن الجيش الإسرائيلي يمكنه حسم المعركة لصالح إسرائيل في غزة واستكمال أهداف الحرب التي حددها له المستوى السياسي، ولكن وهذا الأمر للأسف الشديد هذا سيتسبب في خسائر فادحة بسقوط عدد كبير الضحايا وسيتطلب الكثير من الوقت تصل إلى بضعة أشهر على الأقل”.

وتساءل المعلق العسكري: “هل سيمنح الجمهور والمستوى السياسي الجيش الإسرائيلي الوقت والدعم المعنوي والسياسي له؟” وأردف: “يعتقد المسؤولون العسكريون أن كل شيء لا يعتمد حالياً على الأميركيين، بل على الرأي العام الاسرائيلي، وعلى صمود الجمهور الإسرائيلي وعلى الدعم الذي سيقدمه السياسيون”.

وزاد بن يشاي:”زيارة قصيرة قبل يومين إلى خان يونس، والانطباع الذي تكون جراء البقاء مع القوات في شمال القطاع، تظهر بوضوح أن طبيعة القتال المتوقع قربياً يتطلب وقتاً وجهداً ذهنياً هائلاً “…”المقاومة في حي الدرج قوية وقوات الفرقة 162 مضطرة للقتال من شارع إلى آخر، ومن فوهة نفق إلى أخرى، ومن حقل ألغام إلى آخر، وفي مواجهة خلايا الآر بي جي الناشطة في هذه المنطقة، القتال العنيف يدور على قدم وساق وسيستمر لفترة طويلة.”

وأضاف المعلق العسكري: “أثناء سفري على متن دبابة النمر المدرعة على محور صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بالجنوب، من الممكن أن نفهم سبب المساحات المفتوحة للمزارع والحقول والبناء المتناثر نسبياً للبلدة. تعتبر منطقة خان يونس وبني سهيلا أكثر خطورة بالنسبة لقوات الجيش الإسرائيلي من المنطقة الحضرية الكثيفة التي تركز فيها القتال في وقت سابق. دمار مثل الذي حدث في شمال القطاع لم أشاهده إلا في غروزني في الشيشان عام 2000”.

وكشف بن يشاي عن وجود فجوة في المعلومات الاستخبارية لدى جيش الاحتلال فيما يتعلق بملف الإنفاق وحجمها: “ومن ناحية أخرى، في منطقة خان يونس وفيما يسمى بـ “المعسكرات الوسطى ” الواقعة شمال المدينة، تتوفر المنافذ وفوهات الإنفاق في كل مكان تقريبًا لتنطلق منها قوات حماس. لقد فوجئ الجيش الإسرائيلي عندما اكتشف أن مجموعة منظومة الأنفاق وفوهات الأنفاق التابعة لحماس أكبر بنسبة 500% إلى 600% من تقديراته”.

وأكمل المعلق العسكري: “إذا كان الجيش يعتقد في السابق أن هناك 500 كيلومتر من الأنفاق ونحو 1000 فوهة في كامل أراضي قطاع غزة، فإنه الآن ومن المعروف أن هناك آلاف الكيلومترات من الأنفاق وآلاف فوهات الانفاق هذه أرقام لا يمكن تصورها”.

وادعى المعلق العسكري للموقع الالكتروني لصحيفة “يديعوت احرونوت” أن حماس والجهاد الإسلامي يملكون القدرة على تحريك قواتهم من موقع لآخر لضرب جيش الاحتلال بفعل وجود مراكز قيادة في خانيوس:”تبين أن مركز الحكم المدني لحماس كان بالفعل في شمال القطاع، لكن المركز العسكري المهم والرئيسي يقع في منطقة خان يونس، يسمح هذا النمط من الانتشار لقادة حماس والجهاد الإسلامي، بتحريك القوات من مكان إلى آخر وضرب قوات الجيش الإسرائيلي من مسافة طويلة أو قصيرة حسب اختيارهم”.

يكمل بن يشاي: “طالما كان الجيش الإسرائيلي يتحرك في جنوب ووسط القطاع لم يندفع المسلحين الفلسطينيين إلى الظهور على السطح، بل ركزوا على وضع عبوات ناسفة أمام قوات المشاة التي تتحرك بين المزارع وتدخل المباني. والآن، عندما يتحرك الجيش الإسرائيلي بشكل أقل وينتقل إلى مرحلة تدمير البنية التحتية، يستخدم المسلحين قدرات الخلايا المضادة للدبابات أكثر ضد المدرعات والدبابات وجرافات D9 الكبيرة التي تمهد الطريق لكل هدف جديد تقترب منه القوات”.

وختم بن يشاي: “إن بطء الحركة في وسط القطاع، بالإضافة إلى قدرة الفلسطينيين على الرؤية من مسافات بعيدة، يجعل من السهل عليهم استخدام الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ فتاكة ذات الرأس المزدوج المخصصة في اختراق الدروع الفولاذية”. 

الترا فلسطين