الكستناء وجبة شتوية من الجبال إلى الصحراء

ما إن تسيطر برودة فصل الشتاء على الأجواء في المملكة، حتى تشهد الأسواق توريد كميات كبيرة من «الكستناء»، تلك الثمرة التي أعلنت عن نفسها وجبةً لذيذةً تجمع أفراد الأسرة، أو الأصدقاء حولها في حفلات الشواء.

وأصل «الكستناء» يعود إلى نوع من النباتات التي تنمو في الغابات الجبلية، في شجيرات صغيرة، ذات ارتفاع شاهق، يصل عمرها إلى آلاف السنين، ومن الجبال الباردة تستورد للمملكة الصحراوية على اعتبار أنها وجبة صحية متكاملة، إلا أنها تُعامل معاملة الوجبات الخفيفة «السناك»، يتم تناولها بين الوجبات الرئيسية، وينظر إليها على أنها نوع من أنواع المكسرات، مع أن طعمها يشبه طعم البطاطا الحلوة المشوية.

طقوس الشواء

سميت «الكستناء» بهذا الاسم، لأنها كستنائية اللون، ويسميها البعض «الكستنة» أو «بو فروة»، كونها تتقوقع داخل غشاء أقرب للفرو، وهي من فصيلة البلوطيات، ويتشارك الأصدقاء والعائلات في شي هذه الثمرة، في اجتماعاتهم ولقاءاتهم الدورية خلال فصل الشتاء، لدرجة باتت معها حفلات شي الكستناء أحد الطقوس التي تنتشر في هذا الفصل دون سواه، وأثناء حفلة الشي، يطرب المحيطون بالنار، لصوت فرقعات الكستناء وهي تنضج فوق اللهب، فيما يفضل البعض سلق الكستناء، ثم تقشيرها وتناولها.

مستورد موسمي

ووفقًا للمزارع، حسن الجمعان، «يغلب في الأسواق السعودية الكستناء الآتي من تركيا، وبلاد البحر المتوسط، حيث يستورد من هناك، بكميات كبيرة مع بدايات موسم الشتاء، ويُباع في الأسواق بأحجام مختلفة، ولهذه الثمرة أنواع عدة، منها الأمريكي، الصيني، والأوروبي، وهو من الوجبات اللذيذة والخفيفة المرغوبة، ويكثر وجودها في فصل الشتاء داخل أسواق الخضار، باعتباره من المحاصيل الموسمية».

صيني وتركي

من جهته ذكر المزارع والبائع، ماهر الخريدة، أن أسواق المنطقة الشرقية تزخر بنوعين معروفين للكستناء هما التركي والصيني وكلاهما يحملان نفس الطعم والميزات، والاختلاف يكمن فقط في الحجم، فبينما تكون حبة الكستنه التركية كبيرة، تجد أن الحبة الصينية منه أصغر، وهي أقل سعرًا في الأسواق من التركي رغم تشابههما الكبير في مستوى الطعم والشكل.

وعن الأسعار بالجملة هذه الفترة قال: «يحتوي كيس الكستناء المباع في أسواق الجملة على قرابة 5 كيلو، وقد ارتفع سعر النوع التركي هذا العام إلى الضعف، حيث إن قيمة الكيس الواحد (5 كيلو في الكيس) وصلت إلى 200 ريال، فيما كان يباع العام الماضي بـ100 ريال، ويباع الكيلو منه سابقًا بحدود 30 ريالا، أما الآن فوصل سعر بيع الكيلو في الأسواق المفتوحة إلى 45 ريال، بفارق ريالين ونصف فقط عن قيمة شراء الكيلو في أسواق الجملة، حيث يباع هناك بـ42 ريالا ونصف ريال، على خلاف قيمة الكستناء الصيني الذي يباع حاليًا بقيمة 30 ريالا فقط للكيلو الواحد».

ولثمرة الكستناء فوائد عدة، وهو ما يفسر سر إقبال الناس عليها، فمن الناحية الصحية، أبانت المدربة الصحية درة غزوي أن “الكستناء أحد أنواع المكسرات التي تحتوي على قيمه غذائية عالية وفوائد صحية

على مستوى المرأة الحامل تعد الكستناء وجبة خفيفة ملائمة للمرأة الحامل، فهي تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية وخاصة في مراحل الحمل الأولى. وأشهرها حمض الفوليك؛ فتحتوي الكستناء على نسبة عالية من حمض الفوليك، إذ يوفر نحو ثلاثة أرباع كوب من الكستناء 35٪ من الحصة الغذائية المنصوح بها من حمض الفوليك، وتحتوي على كميه عالية من الألياف التي تقلل من الإمساك”

وأكملت إن خسارة الوزن أحد فوائد الكستناء، فالكستناء تتميز بقلة سعراتها الحرارية، وغناها بالألياف التي تُساعد في زيادة الإحساس بالشبع لمدة أطول مما يقلل تناول الوجبات، وبالتالي نقصان الوزن.، و تعد خياراً جيداً للمحافظة على صحة القلب والشرايين، فهي تُساهم في خفض مستويات الكولسترول في الدم. بالإضافة إلى كونها تحتوي على نسبة من الحديد فهي جيده للذين يعانون من فقر الدم،علاوةً على دورها في تنظيم مستويات السكر في الدم، و تقوية المناعة وحماية الخلايا من التلف.

و أضافت ” تتميز الكستناء عن غيرها من المكسرات بأنها مصدر لفيتامين ج (Vitamin C)، ويُعد فيتامين ج مهم جدًا في مكافحة الجذور الحرة كونه يزيد قدرة الجسم المناعية ، كما أن لمضادات الأكسدة الموجودة في الكستناء دور جيد في وقاية أنسجة، وخلايا الكبد من التلف، وذلك إن تم تناولها بكميات متوازنة”.