منذ ما يزيد عن 13 عاما وهو يعمل سائقا، يتنقل بين الأحياء الشعبية، متخذا من ميدان رمسيس مستقرا له، حيث يقف برهة من الوقت في انتظار الركاب ثم يتحرك بهم إلى نطاق شبرا مصر، وهي رحلة يومية اعتاد عليها محمد حسن، 33 عاما، ولكن منذ 3 أيام تغيرت تلك الرحلة نوعا ما، فعندما عاد إلى موقف البصراوي برمسيس، ليقوم بنقل الركاب كالمعتاد، وجد طفلة صغيرة تبكي وتقف وحيدة، ولا أحد إلى جوارها.
سائق ينقذ طفلة من التشرد
وعلى الفور، تحركت مشاعر الأب داخله، فهو الذي تزوج منذ سنوات وأنجب 3 أطفال أكبرهم 12 عاما وأصغرهم عام ونصف، فاقترب منها في محاولة لمعرفة سبب تواجدها في موقف الركاب بمفردها، لتؤكد له أنها تائهة ولا تعرف كيف تعود لأهلها: «لاقيتها واقفه بتعيط، قربت منها، قالتلي إنها تايهه وإن اسمها ياسمين، ومش عارفه ترجع لأهلها، وطبعا مش عارفة أي تفاصيل عن بيتهم» وفق تصريحه لـ«».
وبعطف شديد قرر «حسن» أخذ الطفلة إلى بيته بمحافظة القاهرة، وسط أطفاله الثلاثة بعدما قام بالتقاط صور لها بهدف عرضها على منصات التواصل الإجتماعي في محاولة منه لمعرفة أهلها: «صورتها وبعتت الصور لأكتر من صفحة وفي خلال الفترة دي تحديدا 3 أيام كانت وسط عيالي كأنها منهم، وكنت على استعداد لتربيتها معهم، لأنها وليه وأنا عندي ولايا» على حد تعبيره.
بحث كثيف للعثور علي أهلها
وبعد بحث كثيف نجح «حسن» في الوصول إلى أهل الطفلة، ليقرر بنفسه الذهاب إليهم في منطقة عين شمس، ومعه بعض أقاربه كي يطمئن على الطفلة التي لم تكد تبلغ من العمر سبع سنوات: «كانت هتضيع لولا إني ربنا كرمني وأخدتها ودورت على أهلها».
ويحكي «حسن» بفخر شديد أنه كان سببا رئيسيا في إعادة الطفلة ياسمين إلى ذويها، والحفاظ عليها من ظلمة الشارع ومرارة التشرد: «مفكرتش لحظة.. ولو الموقف اتعاد برضه مش هاتردد وهعمل اللي عملته، وتواصلت مع جدها وفي طريقي لهم دلوقتي».