ما يقرب من 70 عامًا، بدأ الصراع بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن السيطرة على العديد من المدن الفلسطينية، ووقوع ملايين الضحايا حتى الآن، خاصة بعد الحرب الأخيرة التي جاءت ردًا على عملية طوفان الأقصى، التي شنتها الفصائل يوم 7 أكتوبر الماضي، استغل خلالها الاحتلال الهجوم والاعتداء على الأماكن المحرمة والمقدسة، ومن بينها مقبرة باب الرحمة.
واعتدى مستوطون إسرائيليون مرارًا خلال السنوات الماضية على مقبرة باب الرحمة، حتى إذا لم يكن هناك أي حرب بين الطرفين، إلا أن ما شهدته المقبرة خلال الأيام الماضية، تخطى حرمانية المكان، إذا قام أحد الإسرائيليين بتعليق رأس حمار على باب المقبرة، وفق ما نشره موقع «العربية».
انتهاك حرمة مقبرة باب الرحمة
وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صورًا ومقطع فيديو، لا تتجاوز مدته عدة ثوان يظهر خلاله أحد الإسرائيليين وهو يعلق رأس حمار ميت، تم وضعه على عصا بين قبور في مقبرة باب الرحمة، وهو ما تسبب في حالة من الغضب عن هذه الانتهاكات سواء في حق الأحياء أم الأموات.
مقبرة باب الرحمة تُعتبر إحدى أشهر المقابر الإسلامية في القدس، وتوجد تحديدًا عند السور الشرقي للمسجد الأقصى، إذ تم هدم جزء منه منذ ما يقرب من 19 عامًا، تحوي هذه المقبرة رفات للصحابة والعلماء المشهورين، فضلًا عن رفات المجاهدين، الذين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمرى والأيوبي، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة الدراسات الفلسطينية، وأعدها الدكتور نظمى الجعبة.
معلومات عن مقبرة باب الرحمة
ودُفن بمقبرة باب الرحمة، وفق الدراسة: عبادة بن الصامت، وهو أول قاضى مسلم يعين على فلسطين، وشداد بن أوس، وكان فقيهًا عالمًا وولى حمص قبل أن يستقر فى بيت المقدس ودفن فيها، وكذلك دفن بها الأصبع التميمى، كما أنها تضم مقابر شهداء 1948، 1967، وانتفاضة 1987، مذبحة الأقصى 1990، انتفاضة النفق 1996، انتفاضة 2000.
ويعود تسمية المقبرة بـ«باب الرحمة»، إلى إحدى بوابات المسجد الأقصى، ويسمى فى التراث الإسلامى بباب الرحمة والتوبة، والذي يعد من أجمل أبواب القدس القديمة، ويقود هذا الباب من خارج السور الشرقى للمدينة إلى داخل المسجد الأقصى، وجرى إغلاق الباب، بالحجارة من الخارج، فى الفترة العثمانية بقصد حماية المسجد الأقصى، حسب ما نشره في الدراسة التي تحمل عنوان «مقبرة باب الرحمة».