تعتقد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن فرص قبول إحدى الدول العربية المسؤولية عن قطاع غزة ضئيلة أو معدومة، وفقاً لما نقلته صحيفة “إسرائيل هيوم” الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على نقاشات داخلية في وزارة الخارجية الأمريكية.
بحسب الصحيفة، فقد جاءت هذه المناقشات الداخلية لوزارة الخارجية في إطار جلسة عصف ذهني يجريها مسؤولون حكوميون مع مختلف الأطراف؛ لبحث التطورات المتوقعة في غزة بعد الحرب.
تقول المصادر إن من بين الخيارات التي يتم بحثها على مستوى الحكومة الإسرائيلية، وأيضاً على مستوى المنظمات غير الحكومية، اقتراحاً على الدول العربية، “التي تعارض الإسلام المتطرف”، بإدارة الحياة المدنية في قطاع غزة.
والأسماء التي ظهرت في تلك المناقشات هي مصر والبحرين والأردن والإمارات العربية المتحدة التي تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل، وكذلك المملكة العربية السعودية، التي ليست لديها أي علاقات رسمية حتى الآن.
ولكن بحسب المسؤولين الأمريكيين، لا ترغب أي من هذه الدول في أن تكون في حالة احتكاك مع القوى المحلية بقطاع غزة، سواء كانت حماس أو السلطة الفلسطينية أو أصحاب النفوذ المحليين.
لهذا السبب ترى الإدارة أن الجهود يجب أن تتجه نحو الإصلاحات في السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها استبدال رئيس السلطة أبو مازن. وهذا هو الخيار الوحيد، في نظر الأمريكيين، غير الاحتلال الإسرائيلي.
سيناريوهات قاتمة
ولا توجد خيارات جيدة بالنسبة لمستقبل عدوان إسرائيل على غزة، بحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية يرصد التداعيات المحتملة لأي مسار تختاره حكومة بنيامين نتنياهو، فكيف تبدو هذه النظرة المستقبلية؟
كانت إسرائيل قد شنَّت منذ عملية “طوفان الأقصى” العسكرية يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قصفاً جوياً وبحرياً على قطاع غزة تبعه اجتياح بري، معلنةً عن هدفين رئيسيين هما: تدمير المقاومة، وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية.
و”طوفان الأقصى” هو الاسم الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على العملية العسكرية الشاملة، التي بدأت فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رداً على “الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني”. ففي تمام الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في فلسطين، شنّت “حماس” اجتياحاً فلسطينياً لمستوطنات الغلاف المحاذية لقطاع غزة المحاصَر، حيث اقتحم مقاتلون من كتائب عز الدين القسام البلدات المتاخمة للقطاع، تحت غطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أُطلقت من غزة باتجاه تل أبيب والقدس ومدن الجنوب.
ووسط حالة الذعر والصدمة التي انتابت الإسرائيليين، وانتشار مقاطع فيديو وصور لدبابات ومدرعات تابعة لجيش الاحتلال، إما محروقة أو تحت سيطرة المقاومين الفلسطينيين، وأَسر العشرات من جنود جيش الاحتلال والمستوطنين وسيطرة فلسطينية كاملة على مستوطنات، أعلنت دولة الاحتلال أنها “في حالة حرب”، للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.