تدليل الأطفال يهدد سلامتهم – جريدة الوطن السعودية

فيما يهدد تدليل الأطفال حياتهم، وشعورهم بالمرح والسعادة بعيدا عن المراقبة المستمرة من الأهالي، دفعت حالات اختناق الأطفال العديد من اللجان التطوعية الإسعافية، إلى تنظيم فعاليات توعوية، وتدريب إسعافي للمواطنين والمقيمين، للتعامل السريع مع الحالات الطارئة، وتحرص هذه اللجان على أن يكون لها وجود في المناسبات الطبية والاجتماعية، من خلال أركان توعوية، تستقطب الأهالي، وتدربهم على التعامل المثالي مع حالات اختناق الأطفال.

مشاهد متكررة

تشهد مناطق المملكة حالات لاختناق الأطفال، نتيجة ترك الطفل وحيدا يلهو بألعابه، في مشاهد تكررت مؤخرا، والتي كان آخرها إنقاذ حياة طفلة تبلغ 19 شهرا في القصيم بعد ابتلاعها 8 قطع مكسرات سدت مجرى التنفس، واستخراج فريق طبي بمستشفى رجال ألمع جسما غريبا علق في مجرى التنفس لطفل (8 أشهر)، في عملية استغرقت 5 دقائق، ما نتج عنها دعوة جهات صحية حكومية وخاصة وتطوعية للتأكيد على أهمية التوعية والتثقيف الصحي للمواطن والمقيم، بما ينبغي القيام به في حالات اختناق الأطفال.

مسعفون بلا حدود

أكد نائب قائد فريق مسعفون بلاحدود في القطيف، المسعف فاضل الباشا أن حالات الاختناق واردة بشكل كبير للأطفال، بدءاً من مرحلة الحبو، إلى الصبا، مشيرا إلى أنه تقع حالات الاختناق في إطار محاولات الطفل الصغير اكتشاف ما حوله، وبطبيعة الحال في هذا العمر، يكون الفم هو الوسيلة الأولى، وربما الوحيدة، لمعرفة نوع المواد المحيطة به، لذلك نجد الطفل يتناول الأشياء من حوله باليد، ويستكشفها بالفم، وهو ما قد يسبب له اختناقاً بعد أن يعلق الجسم في حلقه، يسد مجرى التنفس، مؤكدا أنه لتفادي الحالات، يجب متابعة ومراقبة الطفل باستمرار، وإبعاد كل الأشياء التي يمكن أن تصل إليها يده من أجسام صغيرة وضارة، وتعلم الإجراءات المناسبة لحالات الغصة، لافتاً الانتباه إلى أن الطفل الرضيع لا يمكنه تحديد مكان الألم أو سببه، وعليه، لا بد للأهل من الانتباه جيداً لمعرفة أعراض الاختناق، وسرعة التصرف لعلاجها.

إجراء إسعافي

بين الباشا أن بعض الأعراض تصيب الطفل تتمثل في: صعوبة التنفس أو السعال، والشخير، وإمساك الحلق أو الصدر، والتغيرات في لون البشرة، وفي مثل هذه الحالات، يكون الإجراء الإسعافي، بوضع بطن وصدر الطفل على امتداد ذراع الشخص، على أن يكون وجهه للأسفل، مع الحفاظ على رفع نصفه الأعلى بقدر أكبر، ثم الضرب خمس ضربات منفصلة، بين لوحي كتف الطفل باستخدام أسفل راحة اليد، والضغط خمس ضغطات على البطن، وإذا لم تنجح ضربات الظهر في إزالة الجسم العالق، فيمكن الضغط خمس ضغطات على البطن، والتبديل بين الضربات والضغطات الخمسة، حتى يزول الانسداد.

جسم غريب

شدد استشاري التخدير الدكتور أحمد حسيب، على أهمية البحث عن إرشادات العمر، الموجودة على ألعاب الأطفال قبل شرائها، وقال: باشرت مع الفريق الصحي، حالة طفل مختنق في مستشفى رجال ألمع، حيث حضر إلى الطوارئ، وهو في حالة حرجة، إثر ابتلاعه جسماً غريباً تَسَبّب له في اختناق، وعدم القدرة على التنفس والبلع؛ وقرر الفريق الطبي نقل الطفل إلى غرفة العمليات وإخضاعه للتخدير الكلي، لاستخراج الجسم؛ وتمت العملية بنجاح ودون حدوث مضاعفات، داعيا إلى أهمية دور الأسرة في اختيار الألعاب المناسبة لعمر طفلها، وأنه يجب أن تتوافق مع معايير السلامة العالمية، لأن الأجزاء الصغيرة من تلك الألعاب، تشكل خطراً كبيراً عندما يلهو بها الصغير.