يستقبل المسيحيون الأرثوذكس عيد الميلاد المجيد الموافق 7 يناير؛ وفي ظل الأحداث المؤسفة التي يشهدها قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتصرت أجواء الاحتفال بالعيد في كثير من الكنائس، على وضع بعض أشكال الزينة والرموز التي تشير إلى ميلاد السيد المسيح التي كان أبرزها مزود البقر، الذي يُصمم من الخوص أو الخشب والأوراق، إشارة إلى المزود الذي شهد ميلاد الطفل يسوع «المسيح» قبل أكثر من 2000 عام.
رموز الاحتفال بعيد الميلاد
ولأنّ مزود البقر من أشهر رموز عيد الميلاد عند المسيحيين، تحرص الكنائس الأرثوذكسية على تصميمه قبل قدوم العيد ببضعة أيام؛ حتى يكون مكتملًا وجاهزًا في ليلة العيد التي توافق 6 يناير، ليفرح به المصلون ويلتقطون الصور بجواره كما هو معتاد كل عام، ومن وسط الكنائس الأرثوذكسية التي تحرص على تصميم مزود البقر في ليلة العيد، كانت كنيسة العذراء مريم بعزبة عبد الله الخواجة، في سمالوط محافظة المنيا، وروى الرجل الأربعيني روماني فريد، المسؤول بها عن تصميم مزود البقر، فكرة عمل المزود والأدوات التي يحتاج إليها للتنفيذ وكم يستغرق كل هذا من الوقت.
«تصميم مجسم مزود البقر ده حاجة ثابتة عندنا كل سنة، لأنه بيشير للمزود اللي أتولد فيه المسيح في بداية فترة التجسد»، بحسب «روماني»، صاحب الـ41 عامًا، وأنه اعتاد تصميم المزود منذ أنّ كان في الـ15 من عمره، ويعتمد في بداية تشكيل المجسم على الخشب أو البوص (عيدان الذرة الشامية) أو أوراق عبوات الأسمنت، التي تُقطع وتُدبس لتكون على شكل مفرش، وأنه في عمل المزود يُفضل الاعتماد على هذه الأوراق؛ لكونها في النهاية تعطي شكلًا أشبه بالمغارة أو الجبل.
مجسم مزود البقر
بعد إتمام الشكل المبدئي لمجسم مزود البقر، من خلال أوراق الأسمنت الموضوعة على الأخشاب، الذي يكون على مساحة نحو 9 أمتار، تزيد أو تقل على حسب رغبة المسؤول عن تصميمه، توزع أحبال النور البلاستيكية داخل المزود، ومن ثم وضع عدد من التماثيل المصنوعة من الجبس أو الأسمنت أو الفايبر، وهي عبارة عن تمثال صغير يشير إلى الطفل المولود المسيح، وتماثيل كبيرة أخرى لكل من العذراء مريم ويوسف النجار، وملوك المجوس الثلاثة والراعي، وتمثال آخر مُعلق بالأعلى يشير إلى أحد الملائكة.
«في أعلى المزود بيكون في نجمة، بنعمل شكلها من الورق ونلف حواليها حبال نور»، وفقًا لـ«روماني»، وأنّ هذه النجمة هي إشارة إلى «نجم المشرق» الذي أرشد المجوس لمكان ميلاد الطفل يسوع، حسب الآية التي وردت في إنجيل متى، تتحدث عن إرشاد النجم للمجوس، التي جاء فيها: «وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق، حيث كان الصبي»، وبعد وضع التماثيل تغطى أرضية المزود بنشارة الخشب وقش الأرز، وفي المقدمة تُكتب أرقام السنة الميلادية الجديدة بنشارة الخشب الملونة؛ في إشارة إلى احتفالات رأس السنة التي كانت قبل أيام.
وبحسب توضيح الرجل الأربعيني، يستغرق تصميم مزود البقر من يومين إلى ثلاثة أيام، وتكون جميعها أجواء فرحة وبهجة، في ظل استقبالهم لأعياد الميلاد المجيدة: «كل سنة وكلنا طيبين وبخير، وأتمنى السلام والخير لأهالي غزة وربنا يحميهم وينشر السلام والهدوء في العالم كله».