| «محمود» يعالج النفسية بـ«الموسيقى»: هنحارب الاكتئاب ونهزم السرطان

الحس المرهف يخلق في صاحبه الإبداع الذي يُلقى ظلاله على المحيطين به، ولبراعته الموسيقية حجز مكانه وسط مبدعي العزف في أوركسترا كيل فيلهارموني في ألمانيا، بعدما اجتاز بتفوق دراسته في معهد الكونسرفتوار بالقاهرة، ليكتب شهادة جديدة لميلاد عازف مصري في أوروبا، ويستغل موهبته في علاج المرضى النفسيين ومرضى السرطان.

دكتوراة في الأداء من ألمانيا

سعى الدكتور محمود سعيد وراء حلمه ليحصل على الماجستير والدكتوراه في الأداء من ألمانيا، وانضم لـ«الأوركسترا الفيلهارمونى»، ويحكى: «الحصول على مكان ثابت في أوركسترا بألمانيا هو شبيه بالحصول على مكان ثابت في فريق المنتخب الأول لكرة القدم.. عازفون من جميع أنحاء العالم يسعون للحصول على مكان ثابت في الأوركسترا الفيلهارمونى.. الحمد لله قدرت أحصل عليه بعقد مدى الحياة».

 

حلمه الموسيقى كعازف تحقق، لكن طموحه في استخدام ما برع به لخدمة المجتمع العالمي قد بدأت، واهتم «سعيد» بفكرة العلاج النفسي بالموسيقى، الذي يلقى رواجا في أوروبا، وعمد إلى نشره في مصر وخدمة المهاجرين العرب: «غرفة العلاج النفسي بالموسيقى أصبحت جزءا لا يتجزأ من منظومة الصحة النفسية في أوروبا وأمريكا. تُطبق في المستشفيات والعيادات النفسية ومراكز إعادة التأهيل والمدارس ومراكز الإصلاح، لذلك حبيت أتعمق فيه وأنشره في مصر والدول العربية. فى 2020 حصلت على الماجستير الثاني في العلاج النفسي بالموسيقى من جامعة هامبورج في ألمانيا وعضوية الجمعية الألمانية للعلاج النفسي بالموسيقى».

يحكي العازف المصري عن أكثر الأمراض التي يستخدم الموسيقى فيها: «التوحد واضطراب فرط الحركة عند الأطفال والاكتئاب عند البالغين وألزهايمر عند المسنين. وعلاج مكمل لمرضى السرطان»، ولذلك فهو يشارك الآن مع مستشفى سرطان كبيرة في مصر لتطبيقه: «نهدف إلى إدخال العلاج بالموسيقى كخطوة رئيسية بجانب العلاج الكيماوى وغيره، للتخفيف على الأطفال المرضى، وما زال المشروع قيد الدراسة لتقديم أفضل ما لدينا».

العلاج النفسي بالموسيقى

العلاج النفسي بالموسيقى لا يتطلب أي خلفية أو معرفة موسيقية سابقة لدى الشخص للاستفادة من هذه الجلسات العلاجية، حسب الدكتور محمود، فإنه يمكن تقسيم أساليب العلاج إلى طريقتين الأولى «تفاعلية» بمعنى أن يتفاعل الشخص بنفسه معها كالعزف على الآلات الموسيقيه أو أن يقوم بالإرتجال الحر أو الغناء أو التأليف.

 

والطريقة الثانية «استقبالية»، عندما يستقبل الشخص الموسيقى بمعنى الاستماع إليها والاستجابة لها عن طريق تحليل كلمات الأغاني على سبيل المثال، وربطها بما تمثله في حياة الفرد. وغالبا ما يتم الجمع بين التقنيات التفاعلية والاستقبالية أثناء العلاج، ويستخدم كلاهما كنقطة انطلاق لمناقشة المشاعر والقيم والأهداف أثناء الجلسة. ويمكن اختيار الموسيقى من قِبل الأخصائي المعالج أو من قِبل الفرد الذي يخضع للعلاج. ويتحقق المعالج الموسيقي بشكل عام من نوع وطريقة اختيار الموسيقى وعما إذا كانت تساعد أو تضر الشخص.