«باب، سرير، دولاب، ألعاب».. وغيرها من الأشياء البسيطة، اكتشف بها محمد ضياء، 21 عاما، موهبته في الرسم، التي ورثها من جده وعمه، حيث كان يراقبهما وهما يرسمان ويسأل نفسه «كيف لهذه الخطوط الصغيرة المتناثرة هنا وهناك أن تصنع هذا الشكل العجيب؟»، ليدفعه الفضول إلى تجربة ما يفعله والده وعمه وهو في عمر الـ3 سنوات.
النقاشة طريق محمد لـ«الرسم بالاسبراي»
لم يمتلك محمد هاتفا محمولا أو إنترنت في المنزل، لمساعدته على تنمية موهبته في الرسم بفيديوهات يوتيوب، لكنه كان يذهب بين الحين والآخر إلى «السايبر» ويشاهد فيديوهات تعليم الرسم عبر يوتيوب: «كنت بنبهر لما أشوف رسامين مشهورين زي Doke أو وKiptoe بيرسموا بالاسبراي، كنت عاوز أعمل زيهم لكن مكانش معايا فلوس اشتري اسبراي غالي، ومكنتش عارف ممكن أجيبه منين من مصر، وقتها قررت أشتغل نقاش واتعلم ازاي أمسك فرشاة وأعرف العشان أبقى رسام شاطر»، قال محمد لـ«».
بحث الشاب العشريني عن عبوات «الاسبراي» في الفجالة ووجد الكثير منها، وكانت أول رسوماته بالاسبراي في العام 2017 داخل فيلا: «كنت خايف وأنا برسم خصوصا إن أصحاب الفيلا كانوا واقفين بيتفرجوا عليا، كلمت والدتي وقلتلها ادعيلي، بعدها كلمت صاحبي وقلتله أنا مش هكمل الرسمة أنا قلقان قالي كمل متخافش، حتى لو طلعت وحشة بالكتير مش هتاخد فلوس، قفلت معاه وكملت والنتيجة كانت روعة».
نشر محمد رسوماته بالاسبراي وغيرها عبر حسابه على فيس بوك، وفوجئ بتفاعل كبير عليها من كثير من الحسابات، حتى وصل عدد متابعيه عبر حساب فيس بوك الموثّق إلى أكثر من 14 ألف حساب، فضلا عن قائمة الأصدقاء الممتلئة عن آخرها.
رفض العمل مدرسا للرسم بمدرسة خاصة: حلمي أكبر
تخرّج محمد في معهد فني صناعي درس فيه التبريد والتكييف، وعمل بين شركات أدوية وشركات بترول، ورغم موهبته في الرسم لكنه لم يدرسه بشكل أكاديمي، بل اكتفى بما ورثه عن والده وعمه من موهبة وما يشاهده على يوتيوب باستمرار، كما أنّه يعلم الرسم لمن يريد دون مقابل، ورغم أنّه تلقى عرضا للعمل مدرس رسم في مدرس خاصة، إلا أنّه رفض وقرر استكمال حلمه في الرسم بعيدا عن تدريسه بالمدارس: «هدفي أكبر وحلمي أكبر».
يحلم محمد بالعالمية، وبأن يرسم في كل بلد لوحة، ويخطط للسفر ونشر فنه خارج حدود : «مطلوب في شغل في الإمارات والسعودية والجزائر وبخطط أسافر بإذن الله».