قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي، في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، يوآف ليمور، إن أي تغيير في شكل الحرب على غزة يجب أن يؤدي أيضا إلى بحث في الساحة السياسية لا سيما فيما يتعلق بشأن الإخفاق في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتابع ليمور أنه خلال “الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة في القتال في غزة، الذي أعلن عنه وزير الدفاع والناطق العسكري فإن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يضع إسرائيل أمام عدد غير قليل من المعاضل التي لا حل لها في الطريق إلى تحقيق أهداف الحرب”.
وأضاف أن الحديث عن المرحلة الثالثة يسلط الضوء على ما يجري خلف الكواليس، مؤكدا أن المرحلة الثالثة تدخل على “الضائقة الاستراتيجية التي علقت فيها إسرائيل في ضوء ضغط متزايد من جهة واشنطن لتخفيض كثافة المعركة لأجل التسهيل على سكان قطاع غزة”.
في الأسبوع الماضي طالب الأمريكيون أن تعلن إسرائيل رسميا عن إنهاء القسم المكثف من المعركة في غزة وعن الانتقال إلى مرحلة جديدة تركز على اجتياحات وهجمات مركزة تنفذ من أراضي إسرائيل.
كما ادعت واشنطن بأن بيانا كهذا سيسمح بتخفيض الضغط في الشمال ويساعد في الوصول إلى اتفاق تهدئة الأوضاع مع حزب الله.
ورفضت إسرائيل المطلب الأمريكي بدعوى أن هذا سيعزز حماس التي ستفهم بأن المطلوب منها هو التمترس لزمن قليل آخر إلى أن يقل الضغط العسكري عليها.
وتابع الكاتب: “كل هذا دون أن يكون هناك تحقق لحل مسألة المخطوفين ودون أن تصاب قيادة المنظمة بأذى أيضا”.
الأهداف لم تتحقق
ورأى المحلل السياسي أن أهداف الاحتلال في غزة لم تتحقق وعلى رأسها القضاء على حركة حماس، ونزع قدراتها العسكرية، وإخماد النيران على الجبهة الشمالية مع حزب الله، وإعادة الأسرى لدى المقاومة.
ولفت إلى أنه في وسط القطاع يعمل الجيش في قسم من المخيمات، ولا ينوي العمل في كل مكان، وفي خانيونس يتركز “منجم الذهب” لحركة حماس، ومستودع الأسرى، لكن أجزاء كبيرة هناك لم يتم معالجتها، ورفح لا تزال خارج الحرب بما في ذلك محور فيلادلفيا مع مصر.
وتابع بأن حكومة الاحتلال حبست نفسها بين تعهدات متضاربة، بعضها للإسرائيليين، وأخرى للإدارة الأمريكية، وستزعم لاحقا أن هذا التغيير تستدعيه الحاجة.
وقال إن الحكومة مطالبة بشرح موقفها للإسرائيليين، كيف ستقضي على حماس بصيغة عمل جديدة؟، وكيف ستعالج مشكلة رفح، وكيف ستتعامل مع باقي المخيمات؟، وكل هذا يتضارب مع تعهداتها للأمريكيين.
وعن سكان جنوب الأراضي المحتلة، قال إن السكان لا يبدو أنهم عائدون قريبا إلى بيوتهم، لأن مطلبهم هو تصفير التهديدات، وسيتم دفعهم لاحقا لأن يقبلوا بحلول مؤقتة للعودة إلى منطقة يرون أنها خطيرة.
وعن الشمال، قال إنه من المشكوك أن أي تسوية هناك ستحقق مطالب مستوطني الشمال، طالما قوات حزب الله قريبة.
وتابع: “ثبت مرة أخرى بأنه من الأفضل الامتناع عن الإعلانات المبالغ فيها والتي من الصعب إسنادها بالأفعال. فحماس بعيدة عن الهزيمة، وإسرائيل مطالبة بأن تعمل ضمن جملة اعتبارات مركبة تتعقد أكثر فأكثر الآن مع المداولات في محكمة العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية”.
وأشار إلى أن نتنياهو الذي ظل يقول إنه لا يمكن أن يضغط الأمريكيون عليه، تلقى درسا من واشنطن في أن لكل شيء حدود، حتى في الحرب.
وختم الكاتب بأنه عندما يتم إغلاق المعركة في الشمال، وعندما يتم تسريح معظم رجال الاحتياط، علينا البحث في قضية السابع من أكتوبر، وتشكيل لجنة تحقيق عليا يرأسها قاض.