| كيف نتجنب اعتياد مشاهد القتل بعد 100 يوم من حرب غزة؟.. خبير نفسي يوضح

مشاهد مُبكية تنفطر لها القلوب، تُظهر لقطات من الدمار الذي حلَّ بالشعب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، يحرص رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نشرها يوميًا، بهدف المشاركة في دعم القضية الفلسطينية، ومع قصف إسرائيلي لا ينتهي؛ ومشاهد متكررة، بدأ البعض في مشاركة بعض العبارات التي تتلخص في مقولة «لا تعتادوا المشهد ولا تألفوا جراح إخوانكم».

100 يوم على الحرب الإسرائيلية على غزة

المشاهد المتكررة للشهداء والمصابين من الشعب الفلسطيني، أصبحت معتادة ومألوفة بالنسبة للبعض، إذ يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أنّ هذه المشاهد منذ ظهورها على منصات التواصل الاجتماعي قبل 100 يوم، كانت مسلسل لا يتوقف يشاهده المواطن أمام عينه بصورة مستمرة: «إحنا كنا بنشوف المشاهد دي مباشر كأنّها فيلم، فخلاص بقى شيء متكرر قدامه وعينه اتعودت عليه، فمبقاش فيه ردود فعل عشان خلاص اتعودوا على المشاهد دي».

وأضاف «فرويز»، لـ«»، أنّ هناك فئة واحدة لا تتعدى النصف بالمائة هي التي لا تزال تتمسك بدعم القضية الفلسطينية وتشارك في فضح الاعتداءات المتكررة في حق الشعب الفلسطيني، وهي الفئة التي أطلق عليها استشاري الطب النفسي بـ«العصابية»: «الفئة دي بس هي اللي لسه لم تألف المشهد، ولسه الجرح عندهم غائر لحد النهارده، أما فيما عدا ذلك ممكن يكون فيه ناس تعبت نفسيًا من المشاهد، وفيه ناس ممكن يكون الأمر بالنسبة لهم كان تريند وخلص زي غيره من الأحداث اللي بتظهر على الساحة».

العالم يعاني من صدمات نفسية بسبب الحرب على غزة

صدمات نفسية وعصبية يعاني منها فئة كبيرة من المواطنين حول العالم بسبب هذه المشاهد القاسية التي كانت على مرأى ومسمع من الجميع منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب على غزة، شاهدوا خلالها أطفالا تحت الأنقاض وغيرهم بُترت أطرافهم بفعل القصف الإسرائيلي، وعائلات بالكامل تم تسويتها بالتراب وبلدات بالكامل مُحيت من الذاكرة، يقول الدكتور جمال فرويز: «الناس دي بدأوا يهربوا من المشهد لأنهم تعبوا نفسيًا وابتدت تروح لدكاترة عشان بيعانوا من كوابيس واضطرابات جسمانية وضربات قلب سريعة، فبدأ يلحق نفسه قبل ما يضيع وأعراضه تصبح أكتر من كده».