ذكرت القناة “الـ12” الإسرائيلية أنّه بعد 100 يوم قتال في قطاع غزّة، لا يزال 136 أسيراً إسرائيلياً في القطاع، متحدثةً أنّ “إسرائيل” تتواجد أمام “فخٍ ثلاثي”، حيث يتعلق الأمر بالأسرى والاقتصاد والتطورات على الجبهة الشمالية.
وقال معلّق الشؤون السياسية في القناة “الـ12″، أمنون أبروموفيتش، إنّ الإسرائيليين يتواجدون “في ثلاثة أفخاخ، الأسرى، لا قدرة الاقتصاد على التحمل، والشمال”.
وبخصوص موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزّة، أوضح أروموفيتش أنّه لا عودة لهؤلاء الأسرى من دون وقف الحرب، حيث اعتبر أنّ ذلك على رأس الأولويات، ومؤكّداً أنّ هذا واضح للجميع، ومشيراً إلى أنّ المسؤولين في كيان الاحتلال عندما يتحدثون عن مواصلة الحرب، فإنّ كل واحدٍ منهم يتحدث عن أمرٍ مختلف.
وقال إنّ فخ الأسرى الإسرائيليين الذي يواجه الكيان “هو الفخ الذي يجب تحطيمه، لأنّ صورة نصر لن تحصل هنا، لأنّها قد تكون صورة مشينة”.
ومتطرقاً إلى ما يعانيه الاقتصاد الإسرائيلي أثناه الحرب، اعتبر أبروموفيتش أنّ الفخ الثاني هو الاقتصاد والمجتمع الإسرائيليين، مؤكّداً أنّه لا يمكنهما الصمود في حربٍ طويلة إلى هذا الحد، لافتاً إلى أنّ الحرب المستمرة على قطاع غزّة، يُفترض أن تتجاوز بعد عدّة أيام الحرب الأولى مع لبنان عام 1982، وأنّها ستكون الحرب الأطول.
وبشأن الجبهة الشمالية على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، شدّد معلّق الشؤون السياسية على أنّه “من غير الممكن إعادة سكان الشمال من دون ترتيبٍ سنضطر فيه إلى استخدام القوة”، متحدثاً عن الولايات المتحدة وفرنسا بشكلٍ خاص في ترتيبٍ يخص مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة.
ومعتبراً إياه الفخ الثالث، أوضح أبروموفيتش أنّ هذه المنطقة حالياً تمّ إجلاؤها، مُشيراً إلى أنّه لن يكون هناك إمكانية لأي ترتيبٍ من دون أن توقف “إسرائيل” أولاً الحرب على قطاع غزّة، والتي ستبقى بهذا الشكل أو ذاك، حسب الصحافي الإسرائيلي.
وفي سياقٍ متصل، بالحديث عن ربط الحرب على قطاع غزّة بباقي الجبهات، أكّدت معلّقة الشؤون السياسية في القناة “الـ12” أيضاً، دانا فايس، أنّ رئيس حركة حماس في قطاع غزّة، يحيى السنوار، “إذا أراد أن يخلق معركةً متعددة الساحات، فقد نجح في ذلك”.
وضمن حديثها في هذا الإطار، أوضحت فايس أنّ حركة أنصار الله في اليمن، وحزب الله في لبنان، إضافةً إلى إيران، “يربطون الهجمات على إسرائيل مباشرةً بالوضع في غزّة، أي أنّهم يقولون طالما القتال مستمر في غزّة، فإنّ هذه التحديات لإسرائيل ستستمر”.
وأمام ضيق الخيارات الإسرائيلية، قالت “القناة الـ12” إنّ “إسرائيل” تقف أمام خيارات “احتواء الحرب ورؤية إذا كان إنهاء المعركة في الجنوب ممكناً، وحينها التوجّه من أجل معالجة الشمال، أو أن تتصاعد الأحداث وتنجرّ إلى حرب إسرائيل غير مستعدة لها، أو السير بالمسار الديبلوماسي”.
وفي غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الأمن، يوآف غالانت، قوله إنّ هدف حماس هو “إشعال الضفة الغربية والحرم القدسي”، وذلك إجرائه تقديراً للوضع في فرقة الضفة الغربية، مع مسؤولين عسكريين.
ويأتي كلام الإعلام الإسرائيلي في وقت تتواصل فيه الاستهدافات التي تطال كيان الاحتلال، من مختلف الجبهات المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة، في كل من لبنان والعراق واليمن.
في السياق، أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في الكلمة التي ألقاها اليوم الأحد في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد في المقاومة الإسلامية، وسام حسن طويل، أنّ “أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهون بوقف العدوان على غزة”.
كما شدّد السيد نصر الله على أنّ “الكارثة الكبرى لإسرائيل ستكون حين تنتهي الحرب وينكشف حجم الكارثة التي لحقت بالكيان، والتي ألحقتها به المقاومة في غزة بالدرجة الأولى، ومن خلفها جبهات المقاومة الأخرى”.
أما في يتعلق بتصاعد المقاومة في الضفة الغربية ضدّ “الجيش” الإسرائيلي الذي يكثّف اقتحاماته ضدّ المدن والبلدات المختلفة، فنقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غالانت سابقاً قوله إنّ الضفة يجب أن تكون “هادئةً”، حتى يتمكّن “الجيش من إكمال مهمته في قطاع غزة”.
كما أشار الإعلام الإسرائيلي في وقت سابق إلى أنّ المستوى العسكري لدى الاحتلال يحذّر من أنّ “الضفة على وشك الانفجار”، وأعربت عن خشية كبيرة لدى المؤسستين الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال من فتح جبهة ثالثة في الضفة، إضافةً إلى اندلاع انتفاضة ثالثة فيها.