شهر رجب هو الشهر السابع في التقويم الهجري، وأحد الأشهر التي يكثر فيها المسلم من الأعمال الصالحة؛ للفوز بالثواب، وقد ورد في سنن أبي داود بسنده عن أبي مجيبة الباهلية رضي الله عنه: «صُم من الحُرُمِ واترك»، وفي سنن النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان».
ويعتبر شهر رجب أحد الأشهر الحُرُم التي عظّمَ الحقُّ سبحانه حُرْمَةَ ظلم الإنسان لنفسه أو غيره فيها، كما نهى المولى سبحانه عنه في غيرها من الشهور والأيّام، إذ يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنّ شهر رجب له مزة كبيرة أنّه يندرج ضمن الأشهر الحرم، وهو الشهر الذي إذا أقبل فيه المسلم إلى ارتكاب ذنب أو إثم يُحسب له زيادة في السيئات، يقول: «إذا تجرأ المسلم خلال الشهر ده بذنب أو إثم بيتحسب له بزيادة شوية، يعني كأنه ارتكب مصيبتين؛ مصيبة الذنب اللي هو ارتكبه ومصيبة أنّ ذلك الذنب وقع في الشهر الحرام».
وأضاف الدكتور علي جمعة، خلال تصريحات تليفزيونية على فضائية CBC، أنّ المسلم إذا امتنع المسلم عن ارتكاب الذنوب والمعاصي خلال الشهر الحرام فإنّ الله لا يُضيع أحر من أحسن عملًا، فـ يُعطي الله للمسلم الثواب بالزيادة: «هتلاقي ربنا بيديك الثواب وعليه زود، لأنك احترمت الشهر، وابتعدت عن الذنب الفلاني اللي ممكن تعمله في أي وقت، لكن لما جه الشهر منعت نفسك احترامًا للشهر ودي عليها درجة».
علي جمعة: الإثم في الشهر الحرام يكون زيادة وتقيل
وعن مضاعفة إثم المعصية التي يرتكبها المسلم في شهر رجب أو الأشهر الحُرم بوجه عام، يقول الدكتور علي جمعة: «الإثم بيكون زيادة وتقيل، أو بيكون الإثم ذنبين، لكن مضاعف دي بتاعة ربنا أن السيئة تتضاعف لـ20 أو 15 أو 17 يعني حسب الحالة، المهم أنها تكون زيادة عن 10، وبتوصل لـ20 لو المعصية كان فيها نوع من أنواع المهاجرة أو الاستهانة أو التكبر أو عدم التوبة والفرار إلى الله سبحانه وتعاله، وكلها تعتبر من مغضبات الله».
ووصف الدكتور علي جمعة الشهر الحرام بأنّه فرصة لعمل الطاعات، والبعد عن المعاصي والذنوب، خاصة وأنّ الله سبحانه وتعالى ضاعف فيه الثواب والعقاب، فيكون الفرار إلى الله أشد، واللجوء والالتجاء إلى الله أيضًا يكون أشد.