قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده بانتظار رد حركة حماس على مقترح صفقة التهدئة في غزة آملاً بدء مفاوضات غير مباشرة في الأيام المقبلة للخوض في تفاصيل الاتفاق، وذلك بهدف إعادة الرهائن ووضع نهاية للحرب على القطاع المحاصر.
وأضاف آل ثاني في حوار مع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “أن بي آر” الأميركية أن “الإطار الذي اقترحته قطر يستند إلى اقتراح قدمه الإسرائيليون واقتراح مضاد قدمته حماس. لقد مزجنا الأمرين معًا وتوصلنا إلى هذا الإطار، الذي نأمل أن يصبح مقبولاً لدى حماس للمضي قدمًا به”.
وحول المدة الزمنية المتوقعة للوصول إلى مثل هكذا اتفاق، رد رئيس الوزراء القطري قائلا: “في بعض الأحيان يمكن أن تفاجئنا المفاوضات ويمكن أن تنتهي في أيام، ولكن في أحيان أخرى نعلق في التفاصيل وكل هذا يتوقف على كيف ستكون الأجواء على الجانبين”.
وفيما حذر آل ثاني من مخاطر نشوب حرب إقليمية واسعة إذا استمرت الحرب على غزة، استبعد تأثير الضربة التي استهدفت قوات أميركية في الأردن، على جهود الوساطة، قائلا إن “الأمر ليس كذلك، نأمل أن يتم احتواء كل شيء في أسرع وقت ممكن”.
وقال: “نحن بحاجة إلى التركيز على إنهاء هذه الحرب، والتغلب على العقبات التي تعترض صفقة الرهائن وكيفية احتواء الوضع في المنطقة وضمان وجود آفاق أفضل للفلسطينيين حتى لا يكون هناك مثل هذا الصراع في المستقبل”، مضيفا: “أعتقد أن الوضع أصبح غير محتمل بعد الآن. لقد رأينا المعاناة والخسارة الإنسانية ما لم نشهده في أي حرب حديثة. إنه أمر مرعب ومفجع”.
واعتبر أن الوساطة القطرية حققت نتائج لم يحققها القتال، بما في ذلك إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة. وقال: “لقد أثبتت العملية نجاحها. العملية العسكرية لم تفعل ذلك. بل على العكس، في الواقع. لقد قتلت بعضهم”.
وردا على سؤال بشأن الاتهامات لقطر بدعم حركة حماس، قال رئيس الوزراء إن “قطر تدعم السلام بالفعل. وهي تدعم الشعب الفلسطيني ليعيش بكرامة. نحن لا ندعم حماس أو أي فصائل سياسية هناك. وفي الواقع فإن الدعم الذي تقدمه قطر يذهب للفلسطينيين. ذهب 55% من هذا الدعم إلى الضفة الغربية، وذهب 45% إلى غزة، ووصل مباشرة إلى الناس. ولا علاقة له بأي حزب سياسي هناك”.
وأضاف ردا على التصريحات ضد قطر الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين بمن فيهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: “في كل مرة تكون هناك خسارة، يحاولون ممارسة لعبة إلقاء اللوم على قطر. لقد قال لنا سمو الأمير مرارا وتكرارا، فقط تجاهلوا الضجيج وركزوا على هدفكم. إذا أنقذنا الأرواح، فسيكون ذلك كافياً بالنسبة لنا”.
وتابع: “لن أزعج نفسي بالتعليق على التصريحات غير المسؤولة، لكن فرضية تمويل حماس مرفوضة تماما. طريقة تمويلنا هي عملية مشروعة وشفافة للغاية وتتوجه مباشرة إلى الناس ويتم التحقق منها من قبل الأمم المتحدة. أعتقد أن كل الأشخاص الذين يعرفون العملية ويفهمونها، يعرفون أن هذه أكاذيب وأنهم يحاولون فقط تضليل الرأي العام”.
من جانب آخر، رد آل ثاني على سؤال بشأن هدف الاحتلال المعلن بالقضاء على حركة حماس، قائلا: “القضاء على جماعة ليس له تعريف. التعريف هو القتل. لقد رأينا نتائج الحرب الآن. وقتل أكثر من 25 ألف شخص، ثلثاهم من الأطفال والنساء. هل هذا جزء من القضاء على حماس؟ إذا أردت استبدال فكرة ما، عليك أن تقدم فكرة أفضل. والفكرة الأفضل هي الآفاق المستقبلية للفلسطينيين، وهذا ما نسعى إليه جميعاً”. وأضاف أنه “ليس من حقنا أن نقرر (في شكل حكم القطاع). إنه قرار الشعب الفلسطيني. وأعتقد أنهم قادرون على تقرير مصيرهم ومستقبلهم. ما نقوم به هنا هو دعم الفلسطينيين ونود أن نرى آفاقنا السياسية لكي يحصلوا على دولتهم”.
وأشار إلى أن حركة حماس مستعدة للالتزام إذا كانت هناك آفاق سياسية، مضيفا: “إننا نرى أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي له الحق في أن يحدد من يحكم. وما نحتاج إليه هو أن نقدم له خيارات أفضل. وهذا ما يجب علينا جميعا أن نقف من أجله”.