أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، مساء السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم أكثر من 50 هدفا لحزب الله اللبناني في سورية منذ بدء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده هغاري مساء السبت وخصصه لاستعراض معطيات الاحتلال بشأن المواجهات المتصاعدة مع حزب الله اللبناني، مشددا على أن الاحتلال يبذل جهودا على المستويات الدفاعية والهجومية والاستعداد لحرب شاملة.
وقال هغاري إن الاحتلال هاجم منذ بدء الحرب “أكثر من 150 خلية مخربين، وقضينا على حوالي 200 من المخربين والقادة” بصفوف حزب الله. وتابع “كل من يشكل تهديدًا سيتم استهدافه”، معتبرا أن حزب الله يحاول صرف الانتباه الإسرائيلي عن غزة.
وأضاف أنه “هاجمنا منذ بداية الحرب أكثر من 3400 هدف لحزب الله في كافة أنحاء جنوب لبنان”، وادعى أن “حزب الله، مثله مثل حماس، قد وضع أيضًا بنيته التحتية في قلب مناطق المدنيين، لكي يصعب علينا مهاجمتها”.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أنه “منذ نشوب الحرب، حزب الله وضع نفسه في صف واحد مع حماس. حيث يحاول صرف أنظارنا عن الحرب في غزة من خلال النشاط على الحدود الشمالية وذلك كله بالوكالة عن إيران وبدعم منها”.
وأضاف “على مدار أكثر من ثلاثة أشهر نخوض قتالًا مكثفًا للغاية على الجبهة الشمالية والذي يهدف إلى إعادة بلورة الواقع الأمني بحيث يستطيع سكان المنطقة الشمالية العودة إلى ديارهم بأمان”.
وقال: “رغم ذلك، جعل حزب الله جنوب لبنان معقله الرئيسي، وبنى في هذه المنطقة عدة منظومات إرهابية (على حد تعبيره)، بدءًا بالمواقع العسكرية ثم مرورًا بالقواعد العسكرية وانتهاءً بمستودعات الوسائل القتالية.
وتابع “منذ نشوب الحرب يبذل الجيش الإسرائيلي جهودا على ثلاثة مستويات رئيسية: مجهود الدفاع, مجهود الهجوم – الذي نضرب في إطاره انتشار حزب الله ونقضم قدراته، ومجهود الجاهزية للحرب على الحدود الشمالية”.
وأضاف “حتى الآن هاجمنا أكثر من 150 خلية مخربين، وقضينا على حوالي 200 من المخربين والقادة. كما هاجمنا منذ بداية الحرب أكثر من 3400 هدف لحزب الله في كافة أنحاء جنوب لبنان”.
وقال هغاري إن جيش الاحتلال “يهاجم العديد من الأهداف التابعة لحزب الله، بما في ذلك ثلاث منظومات رئيسية: قوات حزب الله على الخط الحدودي، أي مواقع المراقبة والهجوم التي أنشأها حزب الله، والتي سيستخدمها عندما تحين ساعة الصفر لاستهداف تجمعاتنا السكنية الشمالية. هاجمنا بالمجمل نحو 120 موقع مراقبة كهذه على امتداد الحدود”.
وأضاف “(كما نهاجم) مستودعات الوسائل القتالية الخاصة بحزب الله حيث تُخزّن فيها الصواريخ بمختلف مدياتها والطائرات المسيَّرة ومختلف أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة. لقد قصفنا ودمرنا منذ بداية الحرب نحو 40 مستودعًا من هذا النوع.
ومقرات القيادة العسكرية لحزب الله، وهي قلب النشاط العسكري للمنظمة، حيث تدير أنشطة المنظمة انطلاقًا منها عملياتها في الفترات العادية والطارئة. لقد استهدفنا حتى الآن أكثر من 40 مقر قيادة مأهولة بناشطين”.
وتابع “كما أننا نستهدف منظومات كبيرة ورئيسية أخرى لحزب الله. ومن هذه المنظومات، على سبيل المثال، الوحدة الجوية التي تتولى عمليات إطلاق الطائرات المسيَّرة غير المأهولة باتجاه أراضي دولة إسرائيل. وقد قصفنا مثلًا مدرج للطيران كانت هذه الوحدة تستخدمه. كما أننا قمنا بتصفية قائد الوحدة الجوية لحزب الله في جنوب لبنان”.
وادعى هغاري مهاجمة “موقع لتخزين صواريخ أرض جو متطورة كانت ستستهدف عمليات سلاح الجو”، وقال: “نهاجم أهدافًا أخرى أكثر حساسية لحزب الله لكن يتعذر علي تقديم المزيد من التفاصيل عن بعضها لدواعي أمن المعلومات”.
وقال “إننا نعمل، بالتزامن مع الهجمات الجارية في الأراضي اللبنانية نفسها، على وقف سلسلة إمداد حزب الله بالذخائر والصواريخ. إننا نرصد شحنات الأسلحة هذه وندمرها بشتى الطرق قبل وصولها إلى حزب الله”.
كما كشف عن “قصف البنى التحتية الخاصة بحزب الله في الأراضي السورية. إذ قصفنا منذ بداية الحرب، برًا وجوًا، أكثر من 50 هدفًا كهذه منتشرة في الأراضي السورية. وقضينا قبل نحو ثلاثة أشهر على مجموعة نشطاء ما يُعرف لدينا باسم ‘ملف الجولان‘، أي فرع حزب الله في سورية”.
قال إن “الحرب ليست خيارنا الأول ولكننا بالتأكيد مستعدون لها إذا لزم الأمر. لقد تعلمنا الكثير من القتال البري الجاري في قطاع غزة، وقمنا بتطبيق الدروس والعبر المستخلصة ضمن خططنا الهجومية في الجبهة الشمالية”.
وأضاف “لن نعود إلى الواقع الأمني كما كان سائدًا في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما يعني أن حزب الله لن يهدد سكان الشمال ويخدع العالم. لقد أخطأ حزب الله عندما قرر الوقوف إلى جانب حماس”.
وختم تصريحاته بالقول: “من واجبنا ضمان استتباب الأمن على الحدود الشمالية حتى يتمكن السكان من العودة إلى منازلهم. هذا هو اختبارنا. ونحن عازمون على الوفاء بهذه المهمة وتحقيقها بأي وسيلة متاحة لنا”.