قالت صحيفة ” المونيتور” إن أي خيارات “لليوم التالي” في غزة، لا يمكن أن تتجاهل بشكل كامل وجود حركة حماس، كفصيل فلسطيني ذي شعبية كبيرة على الأقل.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير إن نجاح أي صفقة لحل الأزمة ترتكز على تسلّم السلطة الفلسطينية مقاليد الحكم في غزة، يفرض تعاونًا وتنسيقًا كبيرين بين الفصيلين الأكبر، وهما حركتا فتح وحماس، بفعل أن كلا الفصيلين بحاجة ماسة للآخر للخروج من عنق الزجاجة والمأزق الحالي.
وفي ضوء أن الحرب توشك في غزة على نهايتها، بفعل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الرئيسة في القطاع، والتقدم بمحادثات وقف إطلاق النار، وبحكم أن مرحلة مقبلة في غزة يجب أن تكون دائمة وغير مؤقتة لضمان تحقيق الأمن وعدم اشتعال الصراع مجددًا، ومع إصرار الأردن ومصر المجاورتين على ضرورة احترام الحقوق الفلسطينية، فإن الحل الوحيد القابل للتطبيق لابد أن يكون الحل الفلسطيني، بحسب الصحيفة.
وأضافت أن الوضع الحالي معقَّد لأنه ما لم يتم القضاء على “حماس” بشكل كامل، وهو ما يعرف الجميع، بما في ذلك الأمريكيون، أنه لن يحدث، فإن أي حل سيحتاج إلى موافقة؛ إن لم يكن المشاركة المباشرة لحماس.
وما يزيد الوضع تعقيدًا، بحسب الصحيفة، شعبية حماس التي ارتفعت، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في يناير/ كانون الثاني عام 2024، أن 42% من الفلسطينيين في غزة قالوا إنهم يؤيدون حماس، مقارنة بـ 38% في سبتمبر/ أيلول العام 2023، بينما بلغت نسبة تأييد الحركة في الضفة الغربية 44%؛ مقابل 12% فقط في سبتمبر/ أيلول العام 2023.
ورجح التقرير أن يتقارب الفصيلان الفلسطينيان بشكل أكبر سياسيًا لمحاولة إيجاد أرضية عمل مشتركة تُسهم في تحسين صورة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتدعم قبولها بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
كما يتطلب قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بتغييرات جذرية في سلسلة القيادة، ترافقها إصلاحات إدارية وتنظيمية تُعالج الفساد، وتحقق الرشاقة في الأداء لأي حكومة منتخبة شرعية جديدة، بحسب “المونيتور”.
وفي حين أن وجود حماس سيكون مرفوضًا قلبًا وقالبًا، إسرائيليًا أولًا ودوليًا بشكل عام، يُعتقد أن حماس لن تطلب حضورًا سياسيًا وإداريًا واضحًا، وستفضل أن تلعب دورًا في الظل، يكفل مشاركتها معنويًا ولا يتسبب بتعطيل أي حلول، وفق الصحيفة.