نشرت صحيفة “إندبندنت” افتتاحيةً قالت فيها إن “الحروب الأبدية” في الشرق الأوسط، ستمضي بلا توقف حتى يحصل الفلسطينيون على دولتهم.
وعلقت الصحيفة أن الغارات الأمريكية على العراق وسوريا كانت حتمية، والسؤال الآن هو كيفية منع الحرب في غزة من الاندماج في أزمة أكبر باتت تؤثر على كامل المنطقة.
وقالت: “عندما انضمت الطائرات البريطانية للغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، ارتفعت أصوات تحذر بريطانيا من التصعيد في النزاع في غزة وتوسعه لحرب واسعة في الشرق الأوسط. وكانت هناك أصوات مشابهة في التظاهرة المؤيدة لفلسطين يوم السبت والتي حذرت من أن الغارات الأمريكية ضد أهداف يزعم أن إيران تدعمها في العراق وسوريا تهدد بتوسيع الحرب”.
وترى الصحيفة أن التحذيرات بالتصعيد ليست في محلها، لأن الحوثيين هم من قاموا بحرب ضد الملاحة البحرية للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في غزة. وكانت الجماعات المؤيدة لإيران هي التي “صعّدت” النزاع عندما استهدفت القوات الأمريكية في الأردن وقتلت الجنود.
وتعلق “إندبندنت” أن الرد على هذه الهجمات لا يمكن تصنيفه بالتصعيد، لو كان الهدف منه منع مزيد من الهجمات، ولو كانت متناسبة مع الهجوم الأول. و”للأسف، فالتناسب في أوضاع كهذه هي وجهة نظر شخصية، فالفلسطينيون في غزة وأنصارهم الكثر حول العالم، لا يعتقدون أن الرد الإسرائيلي على هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان متناسبا. ويرى بعضهم أن الغارات الأمريكية- البريطانية ضد الحوثيين مفرطة، مع أنه من الصعب تجاهل الهجمات على الملاحة الدولية”.
وبالتأكيد، فالرد الأمريكي على هجوم الأردن كان قويا وأوسع من المتوقع. وزعم البنتاغون أن 85 هدفا ضُربت في العراق وسوريا، وحصيلة القتلى هي أعلى بـ10 أضعاف من عدد القتلى الأمريكيين. وسواء كان الرد ضروريا أو متناسبا، فمن الصعب الحكم في هذه المرحلة، “فنحن نميل للتشكك، وفي ضوء حاجة الرئيس في عام انتخابي للظهور بمظهر مَن يرد بقوة على تهديدات ضد المصالح الأمريكية حول العالم” وفق الصحيفة، التي تضيف أن الأمر ليس جديدا “فقد كنّا هناك من قبل، كما في زمن بيل كلينتون الذي ضرب مصنع أدوية في السودان ردا على استهداف سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998”.
وتقول الصحيفة: “في الحقيقة، فالتصعيد والمسؤولية عنه ليست مهمة، لأن السؤال هو عن الكيفية لمنع النزاع في غزة والإرهاب الذي يستهدف الولايات المتحدة في المنطقة، من الاندماج بحريق أكبر. وهذا يقتضي منا ليس فهم الوضع الإسرائيلي الفلسطيني فقط، ولكن الطريقة التي يتقاطع فيها مع الأيديولوجية الإسلامية المعادية للولايات المتحدة والغرب” بحسب وصفها.
وتؤكد: “يجب علينا فهم سبب تمركز القوات الأمريكية في مواقع عسكرية بعيدة داخل الصحراء الأردنية وقريبا من الحدود مع سوريا والعراق. وهي هناك بدعوة من الحكومة الأردنية، لتقديم الحماية للشعب السوري من حكومته المجرمة، وكذلك منع تدفق الإرهابيين والأسلحة عبر الحدود”.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن القاعدة العسكرية “برج 22” هو تذكير باستمرار الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، وإن بوتيرة متدنية، ومحاولة لاحتواء مجالات التأثير الخبيثة لإيران وروسيا. مضيفة: “يجب علينا معرفة أن الوعود العفوية من باراك أوباما إلى جو بايدن بإنهاء الحروب الأبدية، لن تكون بسحب القوات الأمريكية من المنطقة بشكل دائم”.
وتقول: “يجب عليهم معرفة أن خفض التوتر بشكل دائم في الشرق الأوسط، لن يتقدم إلا من خلال تصحيح الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. وحاول الرئيس بايدن ممارسة الضغط على بنيامين نتنياهو لكي يغير موقفه من حل الدولتين، ولكن بدون أي نتيجة.
وأظهر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قيادة ودورا داعما، عندما قال إن بلاده قد تتقدم بمقترح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتختم الصحيفة بالقول: “بالطبع، فمجرد اعتراف بدون اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية، وبدون بنية مؤسساتية للدولة المستقلة، سيكون رمزيا. وحتى يتم حشد الرأي الدولي خلف تسوية مقبولة من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، فمخاطر تصعيد النزاع ستظل للأبد”.