مع دقات السادسة صباحًا، بمنطقة المدبح القديم في السيدة زينب، بدأ العديد من التجار في تجهيز الشوادر الخاصة بهم، وفرز الأضحى بشكل يشجع على الشراء، كل أضحية لها اسم تُنادى به إذا ضلت طريقها داخل الشارد، وبعد الانتهاء من كافة التجهيزات، جلس التجار منتظرين قدوم الزبائن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
عادة موروثة
كعادته كل عام يقوم وائل السنان، جزار بالمدبح، بتجهيز الشادر الخاص بالمستلزمات وكذلك الأضاحي، يبدأ أولا في عرض الذكور البالغة ويترك الصغيرة في الحظيرة الخاصة به، التي تقع بالقرب من السيدة زينب، وينتقي من الإناث ما تظهر بشكل جيد أمام أعين المارة: «ده موسم رزق ولازم نستعد بشكل كويس لليوم ده، من خلال تجهيز العلف اللي فيه نسبة بروتين عالية علشان الخرفان ترمي معانا لحم كويس، وكمان بنستبعد أي خروف عنده مشكله علشان الناس متفكرش إن الخرفان كلها عندها مشاكل، بنحاول بنظهر بشكل كويس علشان نشجع الزبون إنه يشتري».
إلى جوار وائل كان هناك خروف صغير ربما مر على مولده بضعة أيام فقط، يقول عنه «السنان» إنها أنثى وتدعى سعيدة، وأطلق عليها هذا اللقب تباركا بها؛ لأنها ولدت مع بداية شهر ذي الحجة وهذا ما دفعه إلى تسميتها بهذا الاسم حتى تكون بشرة خير: «الخرفان لها أسماء زي البني ادمين، بس مش كلهم أكيد، بنختار بس المميز فيهم سواء بقى كانوا صغيرين أو حتى كبار».
أسماء الخرفان
تسمية الخرفان بأسماء بشر عادة ورثها وائل عن أجداده الذين كانوا يعملون أيضا في المدبح، حيث كانوا دائمًا ما يطلقون بعض الأسماء على الخرفان على سبيل التبارك بها أو تميزها: «جدي الكبير أول واحد سمي خروف، وكان وقتها مسميه سيد، علشان كان شكله حلو وحب يميزه عن باقي القطيع، والعادة دي ورثناها عنه».
«سعيدة وبشارة وهندية وثنية».. أسماء أشهر الخرفان لدى وائل: «كل نعجة منهم لها قصة، بشارة دي جات في وقت كنت مخنوق فيه وفجأة اتولدت ولسه عندي لحد دلوقتي وهي اللي خلفت سعيدة اللي لسه مولوده، وبثينة نعجة شكلها حلو ومقسومه لونين، وكلنا بنفرح في الموسم ده».