كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ عن موقف واشنطن إزاء تهديد الجيش الإسرائيلي باجتياح أوسع لمنطقة رفح الفلسطينية خلال الأيام المقبلة، تزامنا مع تنفيذ سلسلة غارات وأحزمة نارية على المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت سابق من الأربعاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش يخطط لتوسيع عملياته العسكرية، و”سيصل إلى الأماكن التي لم يحارب فيها، خاصة في مركز الثقل الأخير، رفح”.
وذكرت مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الوسيط القطري نقل لحماس تهديدا إسرائيليا، بأنه حال رفض الصفقة فسيتم اجتياح رفح”.
وقال وربيرغ إن “الولايات المتحدة تؤكد بشكل عام على ضرورة أن تتخذ إسرائيل كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب الإضرار بالمدنيين خلال عملياتها”.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، على أن “هذا يشمل بالتأكيد المدنيين والبنية التحتية الإنسانية في رفح، حيث يتواجد حاليا أكثر من مليون شخص”.
ويعيش في مدينة رفح، التي كان عدد سكانها أصلا يبلغ ربع مليون، أكثر من 1.3 مليون شخص حاليا، وفق أرقام الأمم المتحدة، بعد أن نزح إليها مئات الآلاف من جراء تصاعد العمليات العسكرية في مناطق شمال ووسط غزة.
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم”، أن إسرائيل تدرس إجلاء سكان رفح إلى شمال القطاع قبل هجوم محتمل على المدينة، لكن الصحيفة قالت نقلا عن مصادر أن مثل هذه الخطوة لن تتم قبل شهر مارس المقبل.
وتخشى مصر أن تؤدي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن مصر “وجهت مؤخرا رسائل قوية لإسرائيل مفادها بأن مرور اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء سيعرض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل للخطر”.
ومن جهة أخرى، علق المتحدث باسم الخارجية الأميركية على تقارير إسرائيلية بشأن دراسة نقل معبر رفح إلى منطقة كرم أبو سالم، وتأثره بالعمليات الإسرائيلية حال تنفيذ الاجتياح.
وقال وربيرغ: “كنا واضحين جدا بأن معبر رفح يعد ممرا مهما لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وهو أيضا ممر هام للمواطنين الأجانب، بما في ذلك الأميركيين، ليتمكنوا من مغادرة غزة بأمان”.
وأضاف: “نود بالطبع أن نرى إسرائيل تراعي هذه الأمور وتأخذها في عين الاعتبار خلال إجراء أي عملية عسكرية”.
وأثارت تلك الأنباء قلقا مصريا، إذ نفى مسؤول مصري ما ذكرته تقارير إعلامية إسرائيلية عن مباحثات بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي في منطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية.
كما عبر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه عن تخوفه من إقدام إسرائيل على نقل معبر رفح، وذلك بعد 4 شهور علن الحرب الضارية.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج، ويستخدم حاليا لخروج مقيمين في القطاع بعد أذونات استثنائية توافق عليها إسرائيل، وتحظى أيضا بموافقة فلسطينية ومصرية.