ورمضان في الحُرّث له طابع خاص عند الأهالي وخصوصاً القرى منها بالحفاظ على العادات والتقاليد الرمضانية، من حيث تزيين البيوت وشراء الأواني الفخارية وتحضير المأكولات الشعبية وتجميل مداخل القرى والجوامع والمساجد.
ويقول يحيى مجرشي: «على الرغم من ترك بعض العادات والتقاليد التي بدأت تندثر إلا أننا ما نزال نحافظ على بعضها في رمضان، حيث يتم تجهيز الأشياء الضرورية في رمضان بشكل أسبوعي، والتي من ضمنها الأواني الفخارية والحجرية والدلة الخاصة بالقهوة وشراء أفخر انواع البن والهيل والبهارات الخاصة بالأكل الشعبي، وتوفير كافة المستلزمات الخاصة برمضان».
من جانبه يقول علي قشيشي: «إن الأهالي في القرى يقومون بعمل ديوانية في مكان بارز في القرية من بداية رمضان وتجهيزها بكل ما يلزم لتكون مكاناً للإفطار الجماعي لأهل الحي، ليحضر كل شخص ما تيسر معه من مائدة الإفطار في مكان واحد الكبار والصغار للإفطار الجماعي، وبعد صلاة التراويح يجتمع فيها الكل لتبادل الحديث والذكريات عن الماضي الجميل وتناول الشاي والقهوة، وتقام فيها بعض الفعاليات الرمضانية». فيما تقول فازعة الصامطي، وهي ربة منزل: «إن العادة جرت عند بعض النسوة في الحرث وبعض المحافظات المجاورة على تزيين البيوت في بداية شهر رمضان، وتخصيص مكان لاجتماع الأسرة وقت الإفطار، كما يقمن بتجهيز أدوات الطبخ مثل الأواني الفخارية والتنور والملحة وإعداد جميع أنواع البهارات البلدي والحلبة وطحن الحبوب من الذرة والدخن البلدي وتجهيز أدوات القهوة، ومن أول يوم في رمضان يقمن بتجهيز الإفطار الذي يحتوي على الأكلات الشعبية القديمة مثل مغشات اللحم والسمك والخضار وعيش الخمير والبر، ويكون للجيران نصيب منها بتبادل الهدايا من أصناف الطعام فيما بينهم قبل الغروب». وأضافت: «وبعد صلاة التراويح تجتمع النسوة في مكان واحد لتبادل حديث السمر في ليالي رمضان وكيف كانت العادات قديماً وحديثاً، وكيف يقضي الأولون ليالي رمضان وسرد القصص للأبناء عن حياتهم القديمة من مشقة الصيام وما هم عليه الآن من النعم التي لا تعد ولا تحصى».