| ضحى بنفسه لينقذ أمه.. «صادق» تعرض لحروق بالغة: المستشفى رفض استقباله

استعدت لإعداد وجبة الإفطار للعمال داخل منزلها على شعلة صغيرة، قبل أن تفاجأ بألسنة اللهب تشتعل في ثيابها، منظر مروع أفزع نجلها صادق صادق أبو العز الذي سارع لاحتضانها بين يديه مقبلا صوب النار دون خوف لإنقاذ والدته، ليفاجأ باحتراق كافة أجزاء جسده التي جعلته يرقد ساكنًا وسط رفض المستشفيات استقباله.

لم يتخيل صادق صادق أبو العز، صاحب الـ31 عامًا، سائق بمب «مضخة خرسانة»، أن حاله سيتغير بين ليلة وضحاها من شاب متزوج حديثًا منذ 5 أشهر إلى شخص بالكاد يشعر بما حوله، وفقا لما روته نسمة أحمد، ابنة خالته: «ملحقناش نفرح بزواجه ولقينا المصيبة دي حلت علينا».

وبدأت الواقعة بدخول «صادق» إلى مطبخ منزله لمساعدة والدته، القاطنة في قرية علام بمركز منية النصر التابعة لمحافظة الدقهلية، لاستبدال أنبوبة البوتاجاز الفارغة بأخرى جديدة، بحسب «نسمة»، خلال حديثها لـ«»: «والدته كانت شغالة على الشعلة الصغيرة جنب البوتاجاز، وبعد ما صادق خلص وخرج كانت الأنبوبة منفسة غاز، وبعد دقايق اشتعلت النار في ملابسها».

وهرع الشاب إلى والدته فور رؤية ثيابها تشتعل ليحتضنها بين يديه محاولًا إنقاذها، كما روت «نسمة»: «أول ما دخل لوالدته مفكرش يقفل الأنبوبة أول حاجة جات في باله أنه يلحقها فحضنها بين ايديه وزقها بره المطبخ، لكن مقدرش يخرج وراها، بسبب اشتعال النار اللى مسكت في كل جسمه».

قوة ألسنة اللهب وانتشار الغاز في المنزل تسبب في خلع الباب، ليبادر الجيران بإغلاق الإنبوبة وإطفاء النار التي أمسكت بجسد «صادق»، كما أوضحت «نسمة»: «هو والده متوفي ووالدته مش معاها غيره هو وأخته، لكن الناس في المنطقة لحقته وطلعوا بيه على المستشفى».

صدمة كبيرة تلقتها أسرة الشاب بعدما أخبرتهم مستشفى المركز الخاص بهم، أنها لا يمكنها استقباله لعدم وجود مكان للحروق داخل المستشفى، هكذا حكت «نسمة»: «رفضوا حتى يحولونا لمستشفى تاني ولما كنا بنروح لمستشفى بره المركز كانوا بيقولونا لازم يتحولنا من مستشفى المركز التابعين ليه».

وفشلت جميع الحلول أمام أسرة «صادق» لتضطر إلى وضعه داخل المنزل ومعالجته عن طريق بعض أطباء التجميل، بحسب «نسمة»: «جبنا دكاترة كتير وكلهم قالوا لنا أن طريقة علاجه في البيت غلط، ولغاية دلوقتي بيعاني ومش بيتحرك من السرير وبيخرف بكلام مش مفهوم، ولما سألنا الدكاترة قالوا لنا ده من الصدمة النفسية اللي اتعرض لها».