مشهد من الصعب رؤيته، ولا يتمنى أي طبيب استقبال أن يمر به، فأثناء هدوء الحال في مستشفى سوهاج الجامعي أمس، فوجئ الأطباء بمريض يقتحم المستشفى رفقة أسرته، ومصابًا بقطع في رقبته، وصل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وينزف دون توقف.
وبمجهود خرافي وبسرعة البرق، استطاع الفريق الطبي بالمستشفى بقيادة الدكتور إسلام عامر، مُدرس جراحة الوجه والفكين وأورام الرقبة، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور كمال الشرقاوي رئيس الوحدة، إبقاء الشاب على قيد الحياة.
محاولة انتحار.. والقدر ومهارة الأطباء تبقيه على قيد الحياة
الشاب يبلغ من العمر 23 عامًا، وأكدت أسرته للطاقم الطبي أن الشاب كان قد حاول الانتحار أمس، حيث أمسك السكين وقام بمحاولة قطع رقبته.
وأكد الدكتور إسلام عامر، لـ«» أنهم في خلال نصف ساعة قاموا بإنهاء العديد من المهمات التي تستوجب فعلها أكثر من 3 ساعات: «تم استقبال المريض وتوفير 4 أكياس دم له لأنه كان بينزف كتير وأعطينا له مُسكنات واتطمنا على القصبة الهوائية والغدة ومجرى الهواء والبلعوم ومجرى الأكل والشرب، وعملنا أشعة مقطعية بالصبغة عشان نتطمن على الأوعية الدموية، وكمان اتعرض على دكاترة قلب وجراحة عامة وتخدير، وكل ده في نص ساعة».
وتم نقل المُصاب إلى غرفة العمليات، واكتشف الأطباء وجود قطع بالقصبة الهوائية وكسر بتفاحة آدم وقطع في بعض الأوعية الدموية: «أخدناه علطول على العمليات وتم عمل استكشاف كامل للرقبة وربط كل الأوعية الدموية النازفة بالرقبة وتم إصلاح عضلات الرقبة المتهتكة وعمل تصليح لغضروف القصبة الهوائية في عملية جراحية كبرى».
لحسن حظ الشاب فقد بقى على قيد الحياة، وفقًا لـ«إسلام»، فلو وصل السكين إلى أي وريد أو شريان كبير لتوفي في الحال ولم يكن يصل إلى المستشفى على قدميه: :«لولا القدر كان زمانه اتوفى، ودلوقتي حالته جيدة جدًا وبيقدر يتكلم وزي الفل».