إن حكايات مصاصي الدماء الذين يخرجون من القبر لامتصاص الدم من الأحياء، مثل بطل الرواية الرئيسي في رواية دراكولا للكاتب برام ستوكر، قد لا تكون بعيدة عن أرض الواقع، بعدما كُشف عن تواجدهم في الحياة الواقعية في بريطانيا.
«مصاصو الدماء والزومبي والمستذئبون حقيقيون، ويجوبون بريطانيا»، هكذا تحدث الدكتور بريان شاربلس، الخبير في الاضطرابات النفسية النادرة، في تصريحات نقلتها صحيفة «دايلي ستار» الإنجليزية، مؤكدا أن مصاصي الدماء في الحياة الواقعية يعانون من «متلازمة رينفيلد»، وهي الرغبة في شرب الدم من أجل المتعة.
كيف ظهر الزومبي ومصاصو الدماء في بريطانيا؟
وروى الطبيب أنه التقى بأشخاص يعتقدون أنهم زومبي، وهم مصابون باضطراب عقلي يجعلهم يعتقدون أن أعضائهم تتعفن من الداخل.
بينما يعتقد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي نادر أنهم تحولوا إلى ذئاب، يعتقد الدكتور شاربلس، عالم النفس السريري بجامعة جولدسميث في لندن، أن الكثير من سلوكيات وحش الأفلام الكلاسيكية يمكن تفسيرها من خلال الظروف النفسية في الحياة الواقعية.
ويمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من نفس الأعراض مختبئين على مرأى من الجميع في الأحياء العادية، بحسب الطبيب الذي أوضح: «بالطبع إذا كان الناس يخجلون من الكشف عن كمية تدخينهم لطبيبهم، فهل من المرجح أن يقولوا إنهم يشربون الدم؟».
ما هي متلازمة رينفيلد التي تحول البشر إلى زومبي؟
«متلازمة رينفيلد» التي سميت على اسم المريض العقلي في رواية ستوكر، هي حالة نفسية حقيقية تظهر كإكراه على استهلاك دم الإنسان، بحسب منظمة الصحة العالمية.
قال الدكتور شاربلس، الذي ألف كتابًا بعنوان «Monsters On The Couch»: «متلازمة رينفيلد أو مصاصي الدماء السريريين هي حالة يبتلع فيها الشخص دمًا بشريًا لتلبية حاجة غير غذائية، حيث يتحدث أشخاص منهم عن شعورهم بالقوة أو الوحدة مع الكون عندما يستهلكون المادة الحمراء».
واكتشاف هذه الحالة يعود إلى عام 1880 من قبل الدكتور جولز كوتارد، الذي أخبرته مريضته البالغة من العمر 43 عامًا أنها جسد متحلل بدون دماغ أو أعضاء داخلية، حيث يعتقد المصابون بمتلازمة كوتارد أنهم الموتى السائرون.
شاربلس قال إن المرضى لديهم أوهام عدمية مثل الموت، أو أن أعضائهم متعفنة من الداخل أو حتى ليس لديهم أعضاء على الإطلاق، موضحا: «يعتقد العديد من الأشخاص الذين يمتلكون الكوتار أنهم في الأساس جثث متعفنة تمشي، وهو ما يتناسب مع فكرتنا في هوليوود عن الزومبي».
وبحسب التقرير، من المرجح أن يؤذي مرضى كوتارد أنفسهم أكثر من غيرهم لأنهم يمثلون خطرًا كبيرًا بسبب الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والعدمية والقلق والشعور بالذنب وأوهام الخلود.
يمكن للأدوية والعلاج بالصدمات الكهربائية أن تحل المشكلة دون الحاجة إلى استخدام العلاج السينمائي التقليدي للرصاصة الفضية، بحسب شاربلس.