اتفق الوزراء في مجلس الحرب الإسرائيلي ، أمس الأحد، على إبداء مرونة أكبر في المفاوضات الرامية إلى التوصل لصفقة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وذكرت القناة 12 العبرية، اليوم الاثنين، أن الوزراء في كابينت الحرب اجتمعوا أمس للتباحث بالوضع الحالي للاتصالات المتعلقة بمفاوضات التوصل إلى صفقة مع حركة حماس، وعلى طاولتهم قضية عودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم.
وقرر الوزراء خلال الجلسة التي وُصفت بالمشحونة، الانفتاح على أفكار “جديدة وخلّاقة” من قبل الوسطاء بهذه القضية المركزية، والتي تعوّق التقدّم نحو إبرام صفقة في ظل التعنت الإسرائيلي.
وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أبدت من قبل استعدادها للموافقة على عودة تدريجية ومحدودة للسكان في شمال القطاع، فيما ترفض حماس أية قيود على عودتهم.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي مطّلع على تفاصيل المفاوضات لم تسمّه، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منح مساحة إضافية، بمعنى أنه زاد قليلاً التفويض الممنوح لفرق المفاوضات الإسرائيلية، وهذا فقط في حال وصل الوسطاء إلى مقترح جديد يشير إلى تقدّم وإبداء مرونة من قبل حماس أيضاً.
ونقلت القناة عن مصدر آخر قوله إن “الضغط حقق شيئاً”، في إشارة إلى الضغط المتزايد على نتنياهو، وإن الموقف شبه الموحد تقريباً في كابينت الحرب هو إتاحة تفويض أوسع لفريق المفاوضات.
وشهدت الليلة الماضية تظاهرات احتجاجية واسعة وصاخبة في عدة مناطق من بينها القدس المحتلة انضمت إليها عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وطالبت باستقالة نتنياهو من منصبه.
وازداد زخم الاحتجاجات في الأيام الأخيرة، بعد تقارير أشارت إلى أن تغييراً طرأ على موقف وزراء حزب الليكود بشأن الصفقة، بينما واصل وزير الأمن يوآف غالانت ونتنياهو تعنتهما بعدم إبداء مرونة أمام حماس.
وقال رئيس الموساد ديفيد برنيع خلال جلسة كابينت الحرب، إن “الظروف نضجت من أجل صفقة، وعودة سكان شمال القطاع هي كاسر التعادل”.
من جانبها، قالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف من حزب الليكود، إنها تدعم التوصل إلى صفقة، موضحة أنه “يجب بذل كل مجهود لإعادة المختطفين حتى لو كان الثمن عودة سكان شمال القطاع”.
واعتبر نتنياهو في تصريحات أدلى بها أمس أن “الدعوات إلى اجراء انتخابات الآن في أوج الحرب، لحظة قبل تحقيق النصر، ستشل إسرائيل لمدة ستة أشهر على الأقل، وحسب تقديري لمدة ثمانية أشهر. هذا سيشل المفاوضات التي تجرى من أجل الافراج عن مخطوفينا وسيؤدي إلى إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها، والطرف الأول الذي سيرحب بذلك سيكون حماس. وهذا يدل على كل شيء. أؤكد مجددا إنني ملتزم باسترجاع جميع مخطوفينا.. ولن أبقي أحداً في الخلف”.
وقال ايضاً: “من يقول إنني لا أفعل كل شيء من أجل استرجاع مخطوفينا، خاطئ ومخطئ. ومن يعرف الحقيقة ولا يزال يكرر هذه الكذبة يتسبب في حزن لعائلات المخطوفين لا مبرر له”.
وزعم أنه “في حين أبدت إسرائيل مرونة في مواقفها في المفاوضات، حماس تشدد مواقفها وتطالب من بين أشياء أخرى، إلغاء الممر وعودة غزيين -بمن فيهم إرهابيو حماس (على حد وصفه)، إلى شمال القطاع، بشكل غير قابل للسيطرة. لهذه المطالب التي وضعتها حماس تداعيات أمنية لا أفصلها هنا. ومع الصعوبة التي تتعلق بذلك، يجب إجراء المفاوضات برباطة جأش وبإصرار ذكي. هذه هي الطريقة الوحيدة لاسترجاع مخطوفينا جميعاً. والادعاء بأنه لو وافقنا كل يومين على تقديم المزيد من التنازلات ستتقرب الصفقة، هذا هو عكس الحقيقة. هذا الأسلوب في المفاوضات لا يقرّب الإفراج عن المخطوفين، بل يبعده. الاختبار ليس بأن نبدي أننا نعمل جاهدين من أجل التوصل إلى صفقة، بل بتحقيق الإفراج وإعادة مخطوفينا إلى ديارهم”.