“مدى”: 848 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية

أعلن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن نتائج تقرير السنوي حول الحريات الإعلامية في فلسطين خلال العام الماضي 2023.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الاثنين في مقر مركز مدى، حيث ألقى رئيس مجلس إدارة المركز كلمة المؤتمر بمشاركة أ. جهاد حرب عضو مجلس الإدارة، وأ. شيرين الخطيب القائم بأعمال مدير المركز وعدد من الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية.

وبداية، رحب الدكتور حنانيا بالحضور وطلب منهم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء من المدنيين ومنهم شهداء الحركة الإعلامية الذي ارتقوا منذ بداية السابع من أكتوبر في قطاع غزة.

واستعرض أعداد الانتهاكات خلال العام 2023 المرتكبة من كافة الجهات التي جاءت هذا العام في ظل ظروف أقل ما توصف أنها دموية على الحريات الإعلامية، وبين أن مركز مدى وبالرغم من كافة التحديات والمعيقات إلا أنه لا زال حريصاً على الاستمرار في أداء دوره وإتمام رسالته التي أنشأ من أجلها، وشدد مجدداً على أهمية إقرار قانون حق الحصول على المعلومات، آملا أن تعمل الحكومة الجديدة وبأسرع وقت على إقراره. كما وجه رسالة لجميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بتغليب المصلحة العامة والعمل بشكل جدي لإنهاء الانقسام تحقيقا للوحدة والنصر.

من جانبها استعرضت الخطيب نتائج التقرير السنوي للحريات الإعلامية في فلسطين للعام 2023، بالإشارة إلى جهود مركز مدى منذ تأسيسه في تسليط الضوء على الانتهاكات التي تمارس ضد الحريات الإعلامية في فلسطين من كافة الجهات والتي تخطت كافة الحدود خلال العام الماضي باستشهاد 103 من الصحفيين/ات في قطاع غزة في جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الحريات الإعلامية.

وبينت أن انتهاكات الحريات الإعلامية قد ارتفعت خلال العام 2023 بنسبة 40% عن العام الذي سبقه 2023، حيث وثق مدى ما مجموعه 848 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية في فلسطين (ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال ما مجموعه 715 انتهاكا منها (84.3%)، بينما ارتكبت وسائل التواصل الاجتماعي ما مجموعه 62 انتهاكا بنسبة (7.3%)، أما الجهات الفلسطينية المختلفة في الضفة وفي القطاع فقد ارتكبت 71 انتهاكا (8.3%) من مجمل الانتهاكات الموثقة، مشيرة إلى أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة كانت أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع أعداد الانتهاكات نتيجة الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الربع الأخير من العام وعلى الأخص ما وقع منها في قطاع غزة والتي ارتفعت بنسبة 72% عن العام 2022.

وأشارت إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية جاءت ضمن 21 نوع، وكما الحال في السنوات السابقة فقد وقعت معظمها ضمن الأنواع الخطيرة على الحريات الإعلامية وعلى حياة الصحفيين وهي (القتل، الإصابات الجسدية، منع التغطية والاستهداف لمنع التغطية، الاعتقال، إغلاق المؤسسات الإعلامية وتدميرها، بالإضافة لقصف وتدمير منازل الصحفيين) والتي شكلت 74% من مجمل الانتهاكات الإسرائيلية.

وبين التقرير أن جرائم قتل الصحفيين والبالغة 103 جريمة قد شكلت ما نسبته 14.4 من مجمل الانتهاكات الإسرائيلية، يليها الاعتداءات الجسدية والبالغة 141 اعتداء، والتي لجأت قوات الاحتلال في نحو 64% منها لاستخدام الذخيرة الحية والوسائل القاتلة ضد الصحفيين أثناء التغطية الميدانية.

كما أظهر التقرير انخفاضاً في أعداد انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي الموثقة خال العام 2023، حيث رصد ما مجموعه 62 انتهاكاً من أجمالي أعداد الانتهاكات بنسبة 7%، احتلت شركة “ميتا” 89% منها.

إلا أن هذا الانخفاض لا يدل على تحسن في سياسة مواقع التواصل الاجتماعي إزاء المحتوى الفلسطيني، إنما يعود لتعذر رصدها في الربع الأخير من العام بعد بدء الحرب، نظرا لوقوعها بنسبة كبيرة بين صحفيين قطاع غزة.

كما كشف التقرير ارتفاعاً طفيفاً في أعداد الانتهاكات الفلسطينية الموثقة ضمن 13 نوع خلال العام الماضي 2023، حيث وثق ما مجموعه 71 انتهاكاً ارتكبتها جهات فلسطينية في الضفة والقطاع بنسبة 8% من مجل الاعتداءات الموثقة، مقابل 55 انتهاك وثقت في العام الذي سبقه 2022.

وبين التقرير أن الاعتداءات الجسدية تقدمت الانتهاكات الفلسطينية من حيث العدد والبالغة 10 اعتداءات، يلسها عمليات اعتقالات الصحفيين بعدد 9 انتهاكات. كما بين التقرير ان الانتهاكات الفلسطينية في الضفة الغربية شهدت ارتفاعاً خلال العام 2023 بنسبة 26% عن العام الذي سبقه 2022، كما ارتفعت الانتهاكات في قطاع غزة ارتفاعا طفيفا بعدد 5 نقاط عن العام الذي سبقه.