قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، إن على “إسرائيل” اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بموافقة الولايات المتحدة أو بدونها.
جاء ذلك في كلمة أدلى بها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب “الصهيونية الدينية” برئاسته في الكنيست (البرلمان).
وفي مستهل كلمته، تطرق سموتريتش إلى التظاهرات التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الأخيرة للمطالبة بإسقاط الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو والذهاب لانتخابات مبكرة.
وقال في هذا الصدد: “في الحرب، يجب التصرف كما في الحرب، والشيء الأول والأهم هو الحفاظ على وحدتنا”.
وتابع: “سيكون هناك وقت للتحقيقات ومحاسبة النفس وتحديد المذنبين (بشأن الفشل في توقع هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، سيكون هناك وقت للاحتجاجات والانتقادات، سيأتي الوقت للعودة إلى الجمهور في الانتخابات”.
واستدرك سموتريتش: “الآن هو الوقت المناسب للقتال من أجل مستقبلنا والانتصار في الحرب والعمل بكل ما أوتينا من قوة لإعادة مختطفينا”.
وزعم أن واشنطن خففت من عقوبات فرضتها مطلع الشهر الماضي على عدد من المستوطنين الإسرائيليين لارتكابهم جرائم عنف ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وقال: “يسعدني أن أبلغكم أنه بفضل إصراري ومطلبي القاطع مع رئيس الوزراء والوزير (الشؤون الاستراتيجية رون) ديرمر، نقلت الإدارة الأمريكية رسالة لنا تخفف بشكل كبير من العقوبات التي تم اتخاذها وتسمح للبنوك بالإفراج عن الحسابات المصرفية للمستوطنين التي تم تجميدها بالكامل”.
واعتبر أنه “لا يزال هذا غير كاف، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح، ولن نتوقف حتى يتم رفع جميع العقوبات”.
وأضاف سموتريتش: “قلتُ وحذّرتُ أنه سيكون من الخطأ إرسال وفدنا إلى قطر ومصر (للمشاركة في مفاوضات للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى) بينما تريد حماس مواصلة الحرب”، على حد زعمه.
وأكمل: “للأسف، نحن نتراجع باستمرار عن خطوطنا الحمراء وهذا يجعل (رئيس حركة حماس بقطاع غزة يحيى) السنوار يتسلق أعلى الشجرة أكثر”، وفق قوله.
وانتقد سموتريتش مطلب حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي شقه على أنقاض المنازل جنوبي مدينة غزة وبات يقسم القطاع إلى جزئين، وإعادة جميع سكان شمال القطاع إلى منازلهم.
واعتبر أنه “يشكل خطرا رهيبا على سكان سديروت الذين عادوا إلى منازلهم التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات، وعلى جميع مواطني إسرائيل، ويضر بالقدرة على نزع سلاح قطاع غزة كشرط للتوصل إلى اتفاق لإعادة الإعمار”.
ورأى أن “من يوافق على هذه الخطوة الرهيبة فهو يتخلى عن أمن إسرائيل، ومن يطالب بها فهو غير مسؤول”.
وادّعى سموتريتش أن “الطريق لإعادة المختطفين هي زيادة الضغط العسكري بشكل كبير ودخول رفح بموافقة أمريكية أو بدونها، حتى استسلام حماس والقضاء على السنوار وإعادة جميع المختطفين”، على حد قوله.
وكانت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني.
وأكدت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة، أن إسرائيل لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.
وأجبرت إسرائيل، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكابها “إبادة جماعية”.