إندونيسيا.. الهدف الجديد

تحول مركز الكارثة الوبائية في القارة الآسيوية من الهند إلى إندونيسيا. فقد فاق عدد حالاتها الجديدة نظيره في الهند. ولليوم الثاني على التوالي أمس سجلت إندونيسيا 47899 إصابة جديدة بسلالة دلتا المتحورة وراثياً التي نشأت في الهند. وكان عدد الإصابات الجديدة في إندونيسيا حتى الشهر الماضي لا يتجاوز 10 آلاف إصابة. ويقول المسؤولون الإندونيسيون إن سلالة دلتا غدت متسارعة التفشي في جاوة، وهي الجزيرة الرئيسية في البلاد التي يعمرها أكثر من 276 مليون نسمة، غالبيتهم مسلمون. وبدأت البلاد تشهد نقصاً مفزعاً في أسرّة المشافي. واضطرت في بعض المدن والبلدات إلى نصب خيام لإيواء المرضى بيد أن مقارنة إندونيسيا بالهند فيها كثير من الظلم لأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. فقد بلغ عدد الإصابات الجديدة في الهند في ذروة الموجة الراهنة 400 ألف إصابة. كما أنه بينما تحتل الهند المرتبة الثالثة عالمياً لجهة كثرة الإصابات، بنحو 30.95 مليون إصابة؛ فإن إندونيسيا تحتل المرتبة الـ 15 عالمياً بـ2.61 مليون إصابة، نجمت عنها 68219 وفاة حتى أمس (الأربعاء). ويمثل عدد سكان إندونيسيا خُمس نظيره في الهند (1.3 مليار نسمة). لكن الهند سجلت الثلاثاء 33 ألف إصابة جديدة، في مقابل 47899 في إندونيسيا. وهذا هو مصدر القلق.

وليس بعيداً من إندونيسيا، قفز عدد الإصابات الجديدة في ماليزيا أمس إلى رقم قياسي؛ إذ سجلت البلاد 11 ألف إصابة جديدة الثلاثاء. وقال مدير الصحة العامة الماليزي نور هشام عبدالله إن السبب الرئيسي في التصاعد هو سلالة دلتا المتحورة. وظلت ماليزيا تحاول عبثاً السيطرة على تفشٍّ وبائي متسارع على رغم أنها فرضت الإغلاق على أراضيها منذ أول يونيو الماضي. والمنطقة الأشد نكبة بهذه الموجة هي وادي كلانغ، الذي يضم سيلانغور وكوالالمبور؛ حيث لم تعد هناك أسرّة شاغرة في وحدات العناية المكثفة.

وفي أستراليا، أعلنت حكومة مقاطعة نيو ساوث ويلز أمس تمديد إغلاق سيدني كبرى مدن البلاد من حيث عدد السكان أسبوعين إضافيين، على أمل السيطرة على هجمة شرسة من سلالة دلتا الهندية. وزاد القلق في أستراليا أمس إثر إعلان الحكومة اكتشاف حالات جديدة في ملبورن، عاصمة مقاطعة فكتوريا المجاورة لنيو ساوث ويلز. وذكرت السلطات في ملبورن أنها اكتشفت الأربعاء ثماني إصابات جديدة، بعد اكتشاف إصابتين الثلاثاء. وسيظل سكان سيدني قيد تعليمات البقاء في دورهم حتى 30 يوليو الجاري، بحسب قرار أصدرته رئيسة حكومة المقاطعة غلاديس بيريجيكليان، التي قالت إن السلطات سجلت أمس (الأربعاء) 97 حالة جديدة في سيدني خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وفي أوروبا الغربية، سجلت هولندا عدداً قياسياً من الحالات الجديدة. وأعلنت وزارة الصحة الهولندية أنها رصدت 51957 إصابة جديدة خلال الأسبوع المنتهي في 13 يوليو الجاري، في حين أن عدد الحالات الجديدة خلال الأسبوع الذي سبقه لم يتجاوز 8541 حالة جديدة. وأعلنت الحكومة الهولندية الليل قبل الماضي إغلاق الأندية الليلية حتى 13 أغسطس القادم. كما قررت تقليص ساعات عمل الحانات. واعتذر رئيس وزراء هولندا من شعبه عما سماه «خطأ في التقدير»؛ إذ قال إنه أخطأ بالتعجيل بتخفيف الإجراءات الاحترازية. وقالت اليونان أمس إنها سجلت الثلاثاء 3109 إصابات جديدة، وهو أكبر عدد يتم تسجيله منذ أكثر من شهرين. وأعلنت الحكومة اليونانية أنه تقرر أن يطالب أي شخص يسعى الى دخول أماكن الترفيه أو المطاعم بإبراز شهادة تطعيم، أو نتيجة سالبة لفحص أجري خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتصدرت روسيا الأنباء السيئة أمس؛ إذ تخطت فرنسا لتحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد الإصابات، بعدما ارتفع العدد التراكمي لإصاباتها إلى 5.83 مليون إصابة، فيما تراجعت فرنسا لتحتل المرتبة الخامسة عالمياً، بـ 5.82 مليون حالة. وهو فارق ليس كبيراً؛ إذ إن من الممكن أن تستعيد فرنسا مرتبتها في أتون التفشي المتسارع لسلالة دلتا الذي يوجعها حالياً. وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت الثلاثاء أن الإصابة بدلتا أضحت تمثل نحو 60% من إصابات الأسبوع الماضي، في 8 مناطق بينها باريس. ومن أخبار روسيا السيئة أمس أن رصداً للإحصاءات أجرته جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ذهب إلى إن معدل الوفيات بالنسبة إلى عدد الإصابات يضع روسيا في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد الوفيات بكوفيد19. وأعلنت روسيا أمس أنها قيدت 780 وفاة بكوفيد19 خلال الساعات الـ 24 الماضية؛ وهو الأكبر منذ اندلاع نازلة كورونا. كما أعلنت الهند أمس (الأربعاء) ارتفاعاً كبيراً في عدد وفيات كوفيد19. وقالت الحكومة إنها قيدت 2020 وفاة على الأقل يومياً بعد قيام بعض الولايات الهندية بمراجعة عدد وفياتها.