قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة ترى أن دولة قطر وسيط لا غنى عنه في قطاع غزة، وذلك في تعليقه على إعلان الدوحة إجراءها “تقييماً للوساطة” في المفاوضات بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده تجري “تقييماً لعمل الوساطة”، موضحا أن “المسألة أخذت شهورا طويلة والخلافات واسعة”. وأضاف: “للأسف رأينا إساءة لاستخدام الوساطة لصالح طرف معين. هناك استغلال وإساءة للدور القطري وهذا مرفوض”.
وقال باتيل في إحاطة صحافية رداً على سؤال بهذا الخصوص، “أود في النهاية أن أشير إلى حكومة قطر وأدعهم يتحدثون عن قراراتهم الخاصة. ولكن اسمحوا لي فقط أن أقول إنه من وجهة نظرنا كان لرئيس الوزراء (القطري) على وجه الخصوص دور كبير في الجهود المستمرة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وحماية المدنيين، وضمان توصيل المساعدات الإنسانية المناسبة”، مضيفا في ذات الوقت: “لقد كنا واضحين أيضًا مع شركائنا، بما في ذلك قطر، أنه بعد السابع من أكتوبر لم يعد من الممكن العمل كالمعتاد مع حماس”.
إلى ذلك، عبّرت مصادر إسرائيلية وأجنبية عن قلقها في الأيام الأخيرة، إزاء إعلان قطر بأنها تنظر مجدداً في دورها في المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصدر مطّلع على المفاوضات لم تسمّه، أن خسارة الوساطة القطرية ستؤثر على العلاقة غير المباشرة التي بُنيت بين إسرائيل وحماس وستزيد أكثر من صعوبة التوصّل إلى صفقة.
وفي إشارة إلى انتقادات عضو في الكونغرس الأميركي للوساطة القطرية، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، إن “هناك سياسيين يسيئون لدولة قطر خلال حملاتهم الانتخابية وسنتخذ القرار المناسب بخصوص الوساطة في الوقت المناسب”.
وقالت الصحيفة العبرية إن المسؤولين الإسرائيليين يجدون صعوبة في تحديد إن كان التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء القطري حقيقة، أم أنه محاولة لدفع الأطراف لإبداء مرونة أكبر في المفاوضات، لافتة إلى أن العاصمة القطرية الدوحة تشهد في الأيام الأخيرة مناقشات بشأن الاستمرار في الوساطة، على خلفية عدة أمور، من بينها تصريحات لعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تتهم قطر بعدم ممارسة ضغط كافٍ على حماس، من أجل إطلاق سراح 133 محتجزاً إسرائيلياً ما زالوا في قطاع غزة. ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء في الكونغرس الأميركي قالوا أشياء مشابهة، على حد قولها.