أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، الجمعة، توجيه دعوة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في المجازر الجماعية بالقطاع، لاسيما ما جرى في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس.
وقال متحدث الجهاز محمود بصل: “تم توجيه دعوة للأمين العام للأمم المتحدة لفتح تحقيق مستقل في تفاصيل في المجازر الإسرائيلية الجماعية بقطاع غزة، لا سيما ما جرى في مجمع ناصر الطبي بخان يونس (جنوب)”.
وأشار إلى أن “طواقم الإنقاذ تمكنت حتى اللحظة من انتشال 392 جثمانا لفلسطينيين من المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع ناصر الطبي تم التعرف على 165 شهيدًا منهم بصعوبة من قبل ذويهم وعوائلهم، فيما تم انتشال 110 جثامين أخرى لشهداء خارج أسوار المجمع وفي محيطه غرب خان يونس”.
ولفت بصل إلى “وجود أكثر من 500 بلاغ من المواطنين عن فقدان أبنائهم في منطقة خان يونس فقط، وذلك بعد الاجتياح البري الإسرائيلي للمنطقة والانسحاب منها”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الدفاع المدني في بيان “انتهاء أعمال البحث وانتشال الشهداء من المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي وذلك بعد جهود من البحث استمرت أسبوعا في ظل محدودية الموارد والإمكانيات المتوفرة”.
وأشار الجهاز إلى أنه “سيبدأ عمليات انتشال جثامين الشهداء وفق نداءات الاستغاثة الموثقة لدينا تحت الأنقاض، وذلك بإمكانيات يدوية، ما يزيد من صعوبة انتشال بعض الجثامين نظرا للحاجة إلى معدات ثقيلة”.
وفي 7 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه وفق مراقبين.
توثيق “جرائم” إسرائيل
ولفت بصل، إلى أن “أعمال البحث عن الشهداء قائمة على مدار الساعة في كافة أرجاء قطاع غزة، وهناك اتصالات دائمة من المواطنين للإبلاغ عن أبنائهم المفقودين، حيث تؤخذ هذه البلاغات بعين الاعتبار أثناء عمليات الانتشال والبحث”.
وأضاف: “وثقنا بالشراكة مع وزارة الصحة والخدمات الطبية والطب الجنائي كل ذلك ولدينا الدلائل والصور والفيديوهات التي تكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وهذه الجريمة التي حدثت في مجمع ناصر الطبي”.
وبين أن الجثامين التي تم انتشالها من هذه المقابر كشفت عن تكميم بعض الشهداء وإعدامهم بدم بارد، وآخرين تم تعريتهم ومنهم من تم تكبيل أيديهم وأقدامهم ومن ثم دفنهم في هذه المقابر”.
إبادة جماعية
ووفق بصل فإن “جثامين الشهداء تؤكد ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، تتطلب تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق فيها”، مشيرًا إلى “انتشال جثامين لشهداء أطفال وكبار ونساء وشبان من هذه المقابر”.
وبين أن مجمع ناصر الطبي “لم يكن هو الحدث الأول أو الجريمة الأولى من هذا النوع بل ارتكب الجيش الإسرائيلي مثل هذه الجرائم والمجازر في كل منطقة اجتاحها في قطاع غزة، وخير دليل مجمع ناصر ومجمع الشفاء ومستشفى المعمداني بمدينة غزة ومستشفى كمال عدوان (شمال) غيرها الكثير”.
وشدد بصل على “أهمية التحقيق في ملابسات هذا الحدث (مستشفى ناصر) والتحقيق في المواد والذخائر التي تستخدم في عملية القتل”، مرجحا “استخدام مواد محرمة دوليا في الحرب الإسرائيلية”.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.