لبنان يواصل الانحدار احتجاجات وطرق مقطوعة

خطا لبنان خطوة جديدة نحو المجهول مع إعلان سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة، تبعه إجماع عربي- دولي اليوم على أنّ “الوضع يتّجه من سيّئ إلى أسوأ”، بعد “انفجار” سياسيّ خطر وسط “خيبة أمل وقلق”، فيما الشارع يغلي، حيث قامت احتجاجات شعبية وقطع لبعض الطرق في ظل نقص في المواد الأساسية بما في ذلك الأدوية والوقود.

فيما تحاول فرنسا مرة أخرى أن تتدخل عبر الإعلان عن تنظيم المؤتمر الدولي لمساعدة البلد الصغير في الرابع من أغسطس.

وبات لبنان يواجه معدلات فقر مرتفعة وهبوطا حادا في قيمة العملة الوطنية، نتيجة استمرار الأزمة حوالي سنة ونصف.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان يوانّا فرونِتسكا “نأسف بشدة للفشل في تشكيل حكومة بعد تسعة أشهر. ما حدث بالأمس لم يكن خطوة إلى الأمام. حان الوقت لبذل جهد صادق ومتضافر وحازم لانتشال الشعب اللبناني من هذا المأزق. لم يعد هناك وقت لإضاعته”.

26 جريحا

وقطع محتجون السير على أوتوستراد الناعمة بالاتجاهين وجزئياً على تقاطع عبد الناصر كورنيش المزرعة قبل إعادة فتحه ومستديرة الكولا.

كذلك، أفادت غرفة التحكم المروري أنّ طريق عام المصنع راشيا محلة الصويري بات مقطوعاً.

وفي الشمال، قُطع السير على طريق عام الضنية- طرابلس عند مفرق علما ومحلة وادي الريحان. كما عمد محتجون إلى إغلاق جميع المنافذ إلى ساحة النور في طرابلس بالإطارات المشتعلة، حسبما ذكر مراسل “النهار” الذي أكّد قطع طريق البداوي بحاويات النفايات، وإعادة فتح طريق عام حلبا.

وفي جبل محسن، سقط 26 جريحاً نتيجة إصابتهم بالرصاص المطاطي أثناء فتح الجيش المسلك الشمالي في المنطقة، بعدما أقدم عدد من الشبان على قطعه احتجاجاً على الأوضاع السياسة والاقتصادية.

وقد نقل المصابون إلى مستوصف جبل محسن والمستشفى الحكومي لتلقي العلاج، فيما تشهد المنطقة توتراً بين عناصر الجيش وعدد من المحتجين. وسُمع صوت دوي قنبلة يدوية في جبل محسن، وتمّ طلب تعزيزات إضافية للجيش إلى مكان الإشكال.

وأعلن الجيش إصابة 10 عسكريين بجروح جرّاء تعرّضهم للرشق بالحجارة في جبل محسن. كما أُصيب 5 آخرون بجروح نتيجة إلقاء شبّان قنبلة يدوية في اتّجاههم.

الإنذار بالأسوأ

وصرح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة أن الاتحاد الأوروبي يشعر “بأسف عميق للمأزق السياسي المستمر في البلاد وعدم إحراز تقدم في تنفيذ إصلاحات عاجلة”.

وعنونت صحيفة النهار اللبنانية صفحتها الأولى الجمعة “اعتذر الحريري.. لبنان إلى الأخطر”.

وكتبت صحيفة “لوريان لوجور” اللبنانية اليومية الناطقة بالفرنسية “مع اعتذار الحريري، لا مفر من تفاقم الأزمة”.

وأعلنت فرنسا التي كانت تقود جهودا دولية لإخراج لبنان من الأزمة، الجمعة، أنها ستستضيف مؤتمرا دوليا لحشد المساعدات للبنان في الرابع من أغسطس.

ويتزامن هذا المؤتمر الذي ينظم بدعم من الأمم المتحدة، مع الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمّر جزءا من العاصمة.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سينظم المؤتمر “استجابة لحاجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم”.

وحتى مع تصاعد الضغط الدولي بقيادة فرنسا وتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على القادة اللبنانيين، لا تزال الخلافات السياسية تعوق جهود تشكيل الحكومة.

الثلث المعطل

وبعد تسعة أشهر من تسميته لتشكيل حكومة، أعلن الحريري الخميس من القصر الرئاسي اعتذاره. وفي مقابلة تلفزيونية مساء الخميس مع قناة الجديد، قال الحريري إن رئيس الجمهورية ميشال عون “يريد الثلث المعطل” في الحكومة (أي ثلث الوزراء زائد واحد، وتتخذ القرارات الأساسية في الحكومة بغالبية الثلثين)، مضيفا “إذا شكلت حكومة ميشال عون… لن أستطيع أن أدير البلد، لأنها ليست حكومة أستطيع أن أعمل معها”.

ويتعين على عون أن يحدد في الأيام المقبلة موعداً جديداً لاستشارات نيابية من أجل تكليف شخصية جديدة لتأليف الحكومة….

وتداولت تقارير إعلامية اسم رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي الذي كان في السلطة آخر مرة في العام 2014، باعتباره المرشح الأوفر حظا ليحل مكان الحريري.

تصريحات الحريري

ونشر بالأمس عدد من التصريحات للحريري على حسابه الرسمي بتويتر ومقتطفات من مقابلته التلفزيونية، حيث صرح بأنه اعتذر عن حكومة ميشال عون لعدم وجود الثقة ولوجود الثلث المعطل، وفيما يخص فريق 8 آذار، أوضح بأنه يجب عليهم التوقف عن السب والهجوم وإرسال الكابتجون إلى السعودية، وأن المشكلة الحقيقة توجد في ميشال عون وحزب الله. وقد صرح ” لحم كتافي” من السعودية وأنا إنسان وفي.