من رحم الألم تولد فكرة ونجاح جديد، وهو ما كان الحال لمنى مسلم، ذات الـ37 عاما، التى قرّرت أن تبتعد عن الاكتئاب بعد وفاة والدتها، بعمل مشروع من إبداعها الفنى وحبها للرسم، بإعداد كتب تفاعلية بشخصيات كرتونية للأطفال، أحد أساليب تطوير العملية التعليمية، لتعليم الأطفال مواد ومهارات مختلفة بطريقة جديدة.
كتب تفاعلية بشخصيات كرتونية
بعد أن تخرجت فى كلية التجارة، توفيت والدتها فكانت الصدمة أشد وطأة عليها، إذ ظلت لمدة ثلاث سنوات تحاول أن تخرج من بين الجدران، حتى قرّرت أن تبدع وترجع إلى موهبتها منذ الصغر فى الرسم، لكن بفكرة جديدة، تحكى عنها فى حديثها لـ«»: «ابنى كان فى سن الحضانة، ففكرت أعلمه حاجة مختلفة بالرسم، فصممت غلاف الكتاب على شكل شخصية كرتونية، وجوّه المادة كانت مهارات وألعاب وأرقام ومواد تعليمية».
لتُقدّم أول كتاب تفاعلى لطفلها آدم: «استفاد منه جداً وفرح بشكله وشجّعه إنه يقراه»، لتفكر بعد ذلك فى تصميم الكثير من الكتب، لتحتوى على عدد من الأنشطة التفاعلية لتنمية مهارات الأطفال: «قررت أكمل الفكرة وعملت شخصيات كرتونية كاملة، وحدّدت هدفى واشتغلت عليه وطورت نفسى أكتر، وعملت أكتر من ألف كتاب».
المنتسورى وسيلة «منى» للتعلم باللعب
وحصلت على دبلومة فى المنتسورى أي التعلم باللعب، لتنشر الفكرة على نطاق أوسع بعمل أول كورس أونلاين لتعليم صناعة الكتب التفاعلية والوسائل التعليمية لتنمية مهارات الأطفال: «علّمت أكتر من ألف طفل، وباعلم أمهاتهم علشان يعرفوا يرسموا ويصمّموا الكتب باحترافية، وعملت كتاب تفاعلى للجرامر ومبادئ قواعد اللغة الإنجليزية».
مساعدة الأمهات
كانت نقلة نوعية للآلاف من الأطفال والأمهات حتى تمكنوا من فتح مشروعهم الخاص، حسب حديثها: «فيه أمهات طورت نفسها في مجال شغلها، سواء فى المدرسة أو في الحضانة، وفيه عملت لأولادها وعلمتهم بأسلوب جديد وممتع ومختلف عن الطرق التقليدية المعتادة»، لتعبر عن فرحتها الشديدة عند تعليم الأطفال، متمنية أن يجعل الله هذا فى ميزان حسنات والدتها.