قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، اليوم الأربعاء، إنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به للتوصل إلى هدنة في غزة. وجاءت تعليقات سيجورنيه بعد أن أطلعه مسؤولون مصريون في القاهرة على وضع المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، عقب اجتماعه مع نظيره المصري سامح شكري “جئنا لتنسيق جهودنا من أجل التوصل إلى هدنة في غزة والرسائل التي وجهتها فرنسا وشركاؤها العرب في المنطقة هي أن تتراجع إسرائيل عن شن الهجوم في رفح”. ورفض سيجورنيه الكشف عن مدى تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أنه يأمل في إدراج الرهائن الثلاث الفرنسيين الإسرائيليين على قائمة من سيتم الإفراج عنهم في حالة التوصل إلى هدنة في غزة.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ”رويترز” إنّ “الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الفرنسية (إلى مصر) تأتي في إطار الجهود المصرية لتحرير الرهائن والتوصل إلى هدنة في غزة”. وتأتي زيارة سيجورنيه إلى مصر بعد أن توقف في كل من لبنان والسعودية وإسرائيل. وسيسعى على الأرجح إلى تقييم ما إذا كان من الممكن إطلاق سراح ثلاثة من مواطني فرنسا محتجزين في غزة ومدى قرب التوصل إلى اتفاق بالفعل.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، الذي التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، قال أمس الثلاثاء، إن هناك بعض الزخم نحو التوصل إلى اتفاق، لكنه لن يكون سوى خطوة أولى نحو وقف طويل الأمد لإطلاق النار. وحذر من أن الهجوم على مدينة رفح بجنوب غزة “لن يساعد إسرائيل في حربها على حركة حماس”.
وتندرج زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى مصر في إطار جولة في المنطقة شملت إسرائيل ولبنان والسعودية، وتجري في خضم تفاؤل بإمكان أن تؤتي الوساطة القطرية والمصرية والأميركية ثمارها وترسي هدنة في غزة تشمل الإفراج عن محتجزين بعد حوالى سبعة أشهر من القتال وعمليات القصف في قطاع غزة.
وفي إسرائيل تطرّقت نقاشات وزير الخارجية الفرنسي مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة وإلى هجوم عسكري في رفح يلوّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أسابيع، وجدّد الثلاثاء التأكيد على أنه سيتم شنّه “مع أو بدون” هدنة في غزة، علماً بأن فرنسا أعلنت مراراً أنها تعارض عملية كهذه.
وفق مصدر دبلوماسي فرنسي، الثلاثاء، جدّد وزير الخارجية الفرنسي التأكيد على “دعم” فرنسا لإسرائيل، وفي الوقت نفسه على معارضتها شن هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح التي أصبحت وفق الأمم المتحدة ملاذاً لمليون ونصف مليون فلسطيني نزحوا من أنحاء أخرى من القطاع. ومنذ نحو ثلاثة أشهر يتوعّد نتنياهو بالهجوم على مدينة رفح المحاذية لمصر والواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
إضافة إلى فرنسا، تعرب دول عدة بينها الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، علناً عن معارضتها للهجوم متخوّفة من وقوع عدد كبير جداً من القتلى المدنيين. والاثنين، أشار سيجورنيه في منشور على منصة إكس، إلى أنه التقى في الرياض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و”سلطات بلدان عدة لمواصلة العمل على حل للنزاع في غزة يرسي سلاماً مستداماً”. وتعليقاً على ذلك، قال مصدر دبلوماسي إنّ “الكل يبحث عن حلول سياسية” لإدارة الأراضي الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب، معرباً عن أسفه لمحدودية التقدّم الذي تم إحرازه على هذا الصعيد.