الهدنة.. خدعة طالبان الحركة.. تناور.. تكذب.. وتتمدد

يبدو أن أحلام حركة طالبان في الهيمنة والسيطرة على مقاليد الأمور في أفغانستان باتت الشغل الشاغل والمحرك الرئيسي لتوجهات الحركة وأطروحاتها السياسية، فـ«طالبان» التي تتهرب من تنفيذ الاتفاقيات وتضع العراقيل دوما كلما اقتربت المباحثات من إنجاز أي استحقاق، هي هي تسارع إلى الإعلان عن طلب هدنة لمدة 3 أشهر.. مقابل الإفراج عن 7 آلاف سجين ينتمون إلى الحركة لدى الحكومة الأفغانية مع الاشتراط بشطب زعماء الجماعة من القائمة السوداء للأمم المتحدة.. وهكذا يكاد المريب يقول خذوني.. فطلب الهدنة بدا بمثابة خدعة جديدة من الحركة التي أدمنت الخداع والمناورة، إذ إنها تريد هدنة لالتقاط الأنفاس والحصول على السلاح والأفراد من أجل جولة جديدة من السيطرة على مزيد من الولايات والمقاطعات، وهو ما نعتقد أن حكومة كابول مدركة لهذا المخطط الطالباني الجهنمي..

ففي الوقت الذي تتضارب فيه المعلومات حول مدى سيطرة طالبان على الأرض، إلا أنه من الواضح أن الحركة تعزز من نفوذها بشكل كبير في أفغانستان مع انهيارات متتالية للقوات الحكومية.

بعد 20 عاما على الغزو العسكري الأمريكي لأفغانستان، قرر الأمريكيون سحب قواتهم من البلد، رغم أن السبب الذي أتى بهم إليه ما زال قائما، وقد يكون أخطر من ذي قبل، فحركة طالبان موجودة وتتوسع، بل تدعي بأنها سيطرت على 80 مقاطعة من مقاطعات أفغانستان الـ421.

هل فشل الأمريكيون في إزالة خطر طالبان وإقامة حكم ديموقراطي في أفغانستان، كما فشلوا في العراق؟ الواضح أن هذا هو بالضبط ما حصل في البلدين. ولكن ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين العراق وأفغانستان، ولماذا فشل الأمريكيون في كلا البلدين رغم الاختلاف الكبير بينهما، ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ومؤسساتيا؟

لم يستطع الأمريكيون أن يزيلوا قوة محلية لها وجود شعبي قوي رغم الخسائر الكبيرة التي ألحقوها بها، لذلك بقيت حركة طالبان موجودة على الأرض في أفغانستان لأن هناك شريحة كبيرة من الشعب الأفغاني، وبالتحديد بين البشتون، الأكبر بين الفئات الأفغانية يؤيدون طالبان، رغم كل ما تميزت به من بدائية وقسوة وعنف وانعزالية واستهانة بالحياة الإنسانية والقيم العصرية والرأي العام الدولي.

هذه الهدنة.. خدعة طالبان.. هل تنطلي على المجتمع الدولي؟

الحركة.. تناور.. تكذب.. وتتمدد.