في وقت قاطع وزراء “المعسكر الوطني” جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، اليوم الأحد، أختار بعض الوزراء المشاركة في مظاهرة عائلات الجنود القتلى التي تطالب عدم الموافقة على صفقة التبادل، حيث أتت المظاهرة قبل تصويت الحكومة على إغلاق مكاتب فضائية الجزيرة.
وأصدر مكتب نتنياهو بيان مقتضب جاء فيه: “قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الاتصالات شلومو كرعي بإغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل صدر الآن، وصودق عليه بإجماع الوزراء”.
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي كرعي: “وقعت على أوامر إغلاق مكاتب قناة الجزيرة، وستدخل حيز التنفيذ على الفور”.
وأضاف كرعي: “واجهنا الكثير من العقبات القانونية لنتمكن أخيرا من إيقاف آلة التحريض التي تستخدمها قناة الجزيرة والتي تضر بأمن البلاد”، على حد زعمه.
ويعتزم وزير الاتصالات التوجه إلى جنرال القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي ومطالبته بإصدار أمر بمنع بث القناة في الضفة الغربية أيضا.
وبالإضافة إلى قرار إغلاق مكاتب القناة في إسرائيل، سيمنع بث القناة باللغتين الإنجليزية والعربية، وسحب بطاقات عضوية الصحافيين العاملين في الجزيرة، ومصادرة أجهزة البث واللوجستيات والأدوات التقنية ما عدا الأجهزة الشخصية.
وسبق ذلك أن شارك 10 وزراء بالحكومة الإسرائيلية قبل ظهر اليوم الأحد، في المظاهرة التي نظمتها عائلات الجنود القتلى في معارك إسرائيل، قبالة ديوان رئيس الوزراء في القدس المحتلة، وذلك قبيل انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية التي ستناقش ملف المفاوضات وصفقة التبادل.
وأكد بعض الوزراء خلال الحديث لعائلات الجنود القتلى أنهم يعارضون إبرام صفقة التبادل، ويؤكدون على ضرورة استمرار الحرب على غزة واجتياح رفح.
وقال وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهر، إنه “لا يحق للحكومة أن تكون موجودة دون القضاء على حماس”، بينما طالب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، مواصلة الحرب.
وقال سموتريتش لعائلات الجنود القتلى: “علينا دخول رفح الآن”، كما وجه حديثه للوزراء بحكومة الطوارئ الذي يدفعون نحو التوصل إلى تهدئة مخاطبا إياهم: “أقول لنتنياهو وغالانت وآيزنكوت إن الجميع يريدون إعادة المختطفين، لكن ليس بالاستسلام”.
يأتي ذلك، فيما كتب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنيع، مقالا استعرض من خلاله قراءته لتطورات الأوضاع في ظل مفاوضات التهدئة، قائلا إن “إنهاء القتال في غزة والذهاب نحو صفقة تبادل هو قرار إستراتيجي يفتح الباب للخروج من الحفرة التي وقعنا بها في 7 أكتوبر، وإلى ترتيبات يمكن لإسرائيل أن تتعايش معها”.
وأضاف برنيع: “نتنياهو اختار الهروب من المسار الإستراتيجي إلى المسار السياسي، وكانت الرسائل التي أصدرها، أمس السبت، تحت غطاء عدم الكشف عن هويته تهدف إلى إحباط فرصة التوصل إلى صفقة”.
وأوضح أن حقيقة أن نتنياهو كان يميل إلى إصدار التصريحات هذه، وفي يوم السبت، تظهر أنه خائف حقا، ويعتقد أن الصفقة ممكنة.
وأفادت الصحيفة أن قادة الأجهزة الأمنية توصلوا في اجتماع قبل أيام إلى أن الحرب في غزة وصلت إلى طريق مسدود، وأجمعوا على أولوية استعادة المختطفين ستكون مقابل عودة الفلسطينيين لشمال القطاع دون شروط والانسحاب من “نتساريم”.