حكم منع الأولاد من صلة رحم أمهم دار الإفتاء تجيب

كانت وما زالت ظاهرة حرمان الأب لأولاده من رؤية الأم أو العكس أم موجود في البيوت العربية عامة، والإسلامية خاصة، ورغم أن هذا الحرمان يؤثر سلبًا على صحة الأبناء نفسيًا وجسديًا، كون هذا الأمر لا يؤيده أي دين، فقررنا أن نوضح حكم منع الأولاد من صلة رحم أمهم وفقًا لما ورد في صحيح الدين.. فتابعونا.

حكم منع الأولاد من صلة رحم أمهم

أمر الله -عز وجل- عباده بصلة الرحم، كما أن الرسول -صل الله عليه وسلم- نهى عن قطع الأرحام، وفي القرآن الكريم الكثير من الدلائل على هذا الأمر، نذكرها كما يلي:

  • فقال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ
    إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
    الْقُرْبَى
    ﴾ [النساء: 36].

  • وقال سبحانه: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
    وَالْأَرْحَامَ
    ﴾ [النساء: 1]، أي: اتقوا الأرحام أن تقطعوها،

  • فيما قال عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
    وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ۞ وَالَّذِينَ صَبَرُوا
    ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
    وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ

    [الرعد: 21، 22]،

  • وقال تبارك وتقدس متوعدًا قاطعي الأرحام: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ
    عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
    وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ

    [الرعد: 25].

حكم حرمان الأب من رؤية أولاده بعد الطلاق

وما يسير على الأم يسير على الأب، فليس معنى أن الآباء والأمهات تولوا أمر أبنائهم فهذا يعني أن يأمروهم بالمنكر، وينهوهم عن المعروف، وذلك تحت عباءة بر الوالدين وطاعتهم، فيقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15].

طالع: حكم قطع صلة الرحم في حالة الظلم

والأولى أن يتبع الأب والأم الشريعة الصحيحة في الحفاظ على حقوق الأبناء بدل من السعي وراء الحصول على واجباتهم بدعوى طاعة الوالدين، فلقد حافظت الشريعة الإسلامية على حقوق الأولاد في حياة الوالدين وبعد مماتهم.

منع الأولاد من صلة رحم أحد الوالدين

وفي السنة النبوية العديد من الأحدايث التي تؤكد أنه لا يجوز على أحد الوالدين حرمان الأولاد من لقاء أمهم أو أبيهم، وفي التالي نتعرف إلى أهم تلك الأحاديث:

  • يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أنس بن
    مالك رضي الله عنه: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ
    وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ
    » متفق عليه.

  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى
    إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ،
    قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى،
    قَالَ: فَذَاكَ لَكِ
    »

  • ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ
    إِنْ تَوَلَّيۡتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۞ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ
    فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ۞ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرۡءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا
    ﴾»
    متفق عليه،

  • وفي رواية البخاري: فقال الله تعالى: «مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».

  • وعَنْ أَسْمَاءَ بنت أبي بكر رضي الله عنهما قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي
    وَهْيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا النَّبِيَّ صل
    الله عليه وآله وسلم مَعَ أَبِيهَا، فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
    وآله وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهْيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ:
    «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ
    » متفق عليه.

حكم منع المطلقة الأبناء عن أبيهم وأهله

-فيديو مناسب للباقة-

ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى حكم حرمان الأم من أبنائها، ونختم بالمقولة الشهيرة التي تقول:

أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم، ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم.