الإبلاغات التي تصل القيادات السياسية في حركات المقاومة الفلسطينية من الميدان والأجنحة العسكرية تشير إلى ثلاثة مسائل أساسية في المسار العملياتي هي التي تعزز القناعة بأن على الأجنحة السياسية الصمود تفاوضيا في مواجهة مراوغة حكومة بنيامين نتنياهو التي تُحاول ابتزاز الشعب الفلسطيني والضغط عليه وعلى المقاومة وللإفراج مجانا أو بثمن بخس عن الأسرى والرهائن.
معلومات طازجة من الميدان هذه المرة وضعت مصادر خاصة “رأي اليوم” بصورتها تحت عنوان تقييمات قواعد الاشتباك والصمود والمواجهة لدى الأجنحة العسكرية.
المعلومة الأساسية تقول إن أطقم كتائب القسام وسرايا القدس تمكنت من إعادة التموقع والتموضع واستعادة عافيتها ثم إعادة الانتشار في كل المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي.
وتم الاتفاق هنا في التفاصيل الفرعية عبر التركيز بواسطة قذائف الهاون على إرباك خطوط الإمداد لجيش الاحتلال في محور نتساريم بهدف منعه من الاستقرار والثبات لكي تقول المقاومة السياسية بأنها لا ولن تعترف بأي ترتيبات لها علاقة بفصل الجنوب والوسط عن الشمال.
المصادر تشير إلى تأكيدات من غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بان الذخائر اللازمة لإكمال المواجهة والتي تستخدم في الكمائن والاشتباك لا تزال موجودة وبكثافة نارية مناسبة.
والسبب أن ورش صناعة الذخائر محليا لا تزال لديها المواد الخام تحت الانفاق وشعبة التصنيع العسكري للذخائر تشتغل بكامل طاقتها ولديها القدرة على الاستمرار لسنوات وليس لأشهر.
كتائب رفح الاربعة فيما يبدو بقيت مرتاحة منذ 7 أشهر وهي جاهزة لأي تطور عملياتي في رفح ومحيطها خلافا لان كتائب رفح تحتفظ اصلا بكامل مخزونها من القوة الصاروخية التي لم تمس في أشهر الاشتباك السابقة.
العنصر الثالث المهم معلوماتيا هو اتباع تكتيكات هذه المرة تعمل باتجاه هجومات مجموعات صغيرة منسقة خلف خطوط العدو على محاور التقدم والاستمرار في كمائن هندسية عند نقاط الالتحام، الأمر الذي يُفسّر المسار العملياتي الميداني طوال الأيام لخمسة لماضية فالذخائر والاسلحة موجودة والعمل عاموديا وافقيا ضمن النظرية التي سماها المحلل فايز الدويري علنا بالاقتصاد في ادارة العمليات على مستوى الذخيرة خلافا لأن الاجنحة العسكرية أبلغت مسبقا أن القوى البشرية للمقاومة لا تزال متعافية وخسائرها في الأرواح أقل بكثير مما يردده العدو على لسان قادة جيشه فيما تم تصويب بعض الأطر التكتيكية العملياتية لتجنب أخطاء في الماضي والأنفاق العملياتية الرئيسية لا تزال بعيدة عن عمليات الجيش الإسرائيلي.
تلك مُعطيات أُبلغت للقيادة السياسية وسط ترجيح بأن الأولوية الاستراتيجية لوقف هذه الجولة من المعركة لكن بثمن سياسي يليق بتضحيات الحاضنة الاجتماعية للمقاومة.