نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الخليل، مساء اليوم السبت، مهرجان الانتصار واستبقال الأسير الغنضفر أبو عطوان (28 عاما)، الذي انتصر على السجان بعد إضرابه عن الطعام لـ65 يوما على التوالي.
وهنأ أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” الفريق جبريل الرجوب، عائلة الأسير الغضنفر وأهالي الطبقة ودورا على الإفراج عن نجلهم.
وقال الرجوب: “باسم اللجنة المركزية، أحيي آيخمان والغضنفر ومجدولين، وأنقل لأم إياد حريبات التزامنا بانقاذ ابنها، وهذه رسالتنا لك ورسالتنا لكافة الأسرى بكل انتماءاتهم، هؤلاء الأسرى الذين يعيشون في باستيلات صيغت بشروط حياة وممارسة تهدف لكسر إرادتهم وايقاع الأذى البدني والنفسي فيهم”.
وأَضاف أنه “ابتداء من الغد ندعو كافة الدوائر والمؤسسات ذات العلاقة بالأسرى والمحررين بالتحرك لصالح المضربين عن الطعام الإدارين ولصالح كل الأسرى، بشعار واحد وقيادة واحدة، بهدف موحد لتحريك المجتمع الدولي وتسليط الضوء على قضية الاعتقال الإداري، كما أدعو كافة الفصائل أن تضع على أجندتها في الموقع الأول القدس وهي بوصلتنا ويجب أن تبقى حاضرة في جهدنا وخطابنا وعلاقتنا وعملنا على كل المستويات الداخلية والخارجية، وفي الموقع الثاني نصرة الأسرى.
ودعا الرجوب كافة الأسرى إلى الحذو نحو تجربة الغضنفر، ولا بد أن ترتكز مع السجان على الصدام لا على التعايش، ويجب أن يجسد في أطرنا التظيمية الانتصار للأسرى الإدارييين، لوقف الاعتقال الإداري لأنه خرق لكل المواثيق، وقال: “اليوم الغضنفر أضاء لنا الطريق أمام مؤسسات المجتمع الدولي، وعلينا أن نكمل المسير”.
وتابع: “سننصب خيمة في كل مكان في كل تجمع ونرفع راية واحد لها علاقة فقط بالأسرى وعائلاتهم ورسالتهم، هذا وفاء منا لهم جمعيا، وهذا وفاء لإرثنا القائم على النضال والتضحية”.
وأشار إلى أن أسرى فتح في سجون الاحتلال يتجاوزون 62%، ونسبة الأسرى من الأجهزة الأمنية تتجاوز 12%.
وقال الرجوب: “لكل من يناكافنا تعالوا لنتوحد على مشروع الدولة، مشروع الاستقلال، ومشروع إنهاء الاحتلال، ومشروع التعددية السياسية والديمقراطية، وأقول لأبناء فتح اعتزوا بحركتكم، لأننا الأقدر والأجرأ على قول الحقيقة واستخلاص العبر”.
وأضاف “باسم القيادة لن يهدأ لنا بال ويستقر لنا حال إلا باطلاق سراح إياد حريبات، ليعود إلى والدته وأهله وعائلته إن شاء الله”.
بدوره، قال المحرر الغضنفر: “باسمي وباسم حركة فتح وعائلة أبو عطوان، وباسم الأجهزة الأمنية أشكركم جميعا، على حضوركم ومساندتكم لي خلال إضرابي عن الطعام، وباسم الأسرى أدعوكم جميعا إلى التحرك فورا، لأن انتصاري هو بالافراج عن جميع الأسرى خاصة الإداريين”.
ودعا الأسرى الإداريين إلى خوض معركة الأمعاء الخاوية، قائلا: خضت الاضراب وكنت واثقا بالله أني سأنتصر والحمد لله أنا بكامل القوة.
وأعرب عن شكره للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، وأعضاء اللجنة المركزية، والأجهزة الأمنية على دعمهم ومساندتهم الدائمة، واصلا شكره لأبناء شعبنا في أراضي الـ48 وغزة لمساندتهم له خلال معركته، كما شكر كل أسير خاض الإضراب معه ولمساندته.
من جهته، قال وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب، في كلمته بالمهرجان، إن هناك نحو 520 أسيرا بينهم أسيرات يعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي إداريا، بينهم 10 أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام، رفضا لاعتقالهم الإداري.
وأضاف: أسرانا سينتصرون على السجان كما انتصر الغضنفر، وكما فعل إخوانهم الذين سبقوهم في درب التضحية والعطاء.
وأشار إلى أن الأسرى يعانون أوضاعا معيشية غاية في الصعوبة والتعقيد، ويمارس بحقهم اجراءات عقابية لتحطيم إرادتهم وتحويلهم إلى مجرد أرقام.
وقال الخطيب “كان في تجربة الغضنفر أثر في نفوس الأسرى في سجون الاحتلال، وأنه لا حرية إلا بمقارعة ومجابهة هذا المحتل، كي تنتهي مأساة الاعتقال الإداري”، داعيا إلى تعميم تجربة الغضنفر واخذ العبر منها، مستذكرا التجربة النضالية للشهيد البطل عبد القادر أبو الفحم شهيد عسقلان الذي أَضرب 65 يوما، وقضى شهيدا.
وأوضح أن الاحتلال يستهدف الحركة الأسيرة من خلال الضغط على القيادة بوقف رعايتهم ووقف مخصصاتهم والمعونات المقدمة لعوائل الشهداء والجرحى، إلا أن الرد كان سريعا من الرئيس محمود عباس، الذي أكد في أكثر من مناسبة، أنه لن يتخلى عن هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بعمرهم من أجل الوطن.
من جانبه، أعرب والد المحرر الغضنفر، آيخمان أبو عطوان، عن شكره باسم عائلة أبو عطوان، لشعبنا لوقوفه وتضامنه مع نجله في معركته ضد السجان، وللرئيس محمود عباس قائد مسيرتنا الذي كانت توجيهاته واضحة منذ اللحظة الأولى بمتابعة قضية الغضنفر وإنقاذ حياته، وكذلك قيادة حركة “فتح”.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الغضنفر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر العام المنصرم، وأصدرت بحقّه أمري اعتقال إداريّ، مدة كل واحد منهما 6 أشهر.
وشرع الغضنفر بإضرابه المفتوح عن الطعام في الخامس من أيار/ مايو المنصرم، وكان يقبع في سجن “ريمون”، ونقل على إثر إعلانه للإضراب إلى الزنازين، وبقي محتجزًا في زنازين “ريمون” لمدة (14) يومًا، خلالها تعرض للتّنكيل والاعتداء من قبل السّجانين، ونُقل لاحقًا إلى سجن عزل “أوهلي كدار”، واحتجز في ظروف قاسية وصعبة في زنزانة مليئة بالحشرات، حتّى اضطر للامتناع عن شرب الماء عدة مرات.
وعقدت محكمة الاستئنافات العسكرية للاحتلال في “عوفر” في 31 أيّار/ مايو الماضي، جلسة للنظر في الاستئناف المقدم من قبل محاميه لإلغاء اعتقاله الإداري، ولاحقًا رفضت المحكمة الاستئناف.
وفي العاشر من حزيران/ يونيو المنصرم عقدت المحكمة العليا للاحتلال جلسة جديدة له للنظر في الالتماس المقدم من قبل محاميه والخاص بإلغاء اعتقاله الإداريّ، حيث رفضت المحكمة مجددًا الالتماس.
وفي 21 حزيران/ يونيو المنصرم، طرأ تدهور خطير على وضعه الصحي، ما استدعى الأطباء للتدخل الطبي السريع.
وتعمدت إدارة سجون الاحتلال بعد نقله إلى مستشفى “كابلن” الإسرائيلي، بعرقلة زيارات المحامين له، وتهديده بالعلاج القسريّ.
وبعد 65 يوما من المعركة البطولية التي خاضها الأسير الغضنفر أبو عطوان واليوم الخامس عن تناول الماء رفضا لاعتقاله الإداري، أصدر الاحتلال في الثامن من تموز الجاري قرارا يقضي بإبطال أمر اعتقاله الإداري.