قرى «حجن» تعيش العزلة وتعاني ضعف الخدمات

تعيش قرى مركز حجن بني امشيخ في محافظة هروب، شرق مدينة جازان، العزلة عن العالم الخارجي منذ سنوات، وتعاني ضعف الخدمات الأساسية التي تعين سكانها على البقاء فيها، كما تسببت وعورة الطرق في تأخير عجلة التنمية فيها.

«» قامت بجولة على تلك القرى بعد الوصول إليها بسيارة أحد المواطنين الخاصة من طراز جيب (دبل) واستغرقت رحلتنا ساعات طويلة للوصول إلى أعالي الجبال.

وعورة الطرق

في الصباح الباكر أخذنا المواطن قاسم حسين مشيخي بسيارته الخاصة إلى مركز حجن بعد أن استقبلنا في محافظة العيدابي؛ كون سيارتنا الصغيرة لا يمكنها السير في طرق وعرة.

وفي الطريق، بدأ المشيخي في سرد معاناة سكان مركز حجن من الطرق التي لم تصلها مشاريع السفلتة، وقال: كما ترون كيف هي وعورة الطرق وصعوبة الوصول إلى قرى جبل المعادي ونيد بغدان وضحي المبان التي تقع أعلى جبال مركز حجن، وفعلا شعرنا بتلك المعاناة التي يعيشها السكان، خصوصا طلاب وطالبات المدارس والمعلمين والمعلمات، إذ تشهد تلك الطرق انهيارات صخرية مستمرة وتساقط الصخور، خصوصا في موسم الأمطار، إضافة إلى جريان السيول من الشعاب والأودية والتي تعيق وصول السكان إلى منازلهم والطلاب إلى مدارسهم.

إيجاد مشاريع

وطالب المواطن سعيد قاسم مشيخي بإيجاد مشاريع لتلك الطرق الوعرة وتخفيف معاناة السكان، موضحا أن هناك عدة مطالبات قديمة وحديثة لدى وزارة النقل والخدمات اللوجستية لكن دون جدوى.

وأضاف أن العديد من الحوادث المميتة قد تعرض لها بعض السكان راح ضحيتها العشرات بسبب وعورة الطرق والسيول الجارفة.

وقال إن الطريق المؤدي إلى قرى مركز حجن يقع وسط الوادي وليس هناك طريق بديل، وفي حال جريان السيول فإن الحركة تشل بالكامل.

من جهته، قال المواطن يحيى جابر مشيخي، الذي يسكن بجوار وادي قصي مركز حجن ويعمل في مدينة جازان: إن معاناته مع الطرق تكاد تكون بشكل يومي، ويستغرق في الوصول إلى أقرب طريق معبد وقتا طويلا، وأحيانا تمنعه السيول من الذهاب إلى مقر عمله، وفي العودة تعزله عن منزله، مطالبا بمشاريع طرق لقرى بني امشيخ بمركز حجن، متذكرا ما حدث لبعض الأسر من حوادث مميتة في المنحدرات الجبلية وبطون الأودية.

غياب صيانة الطرق

يقول المواطن حسن مفرح المشيخي، أحد سكان جبال مركز حجن، إن هناك فرق صيانة تم تخصيصها للطرق بشكل دوري لكن لا تأتي إلا بعد عدة مطالبات، وأحيانا تتأخر شهرا أو شهرين بأعذار واهية (عطل المعدات أو لا يوجد سائق)، وعندما تأتي تقوم بعمل بسيط ويتم إيقافها في موقع العمل لأكثر من شهرين دون متابعة ونضطر لإصلاح الطرق على حسابنا الخاص حتى لا تتعطل مصالحنا. وطالب الجهات الرقابية بمتابعة عمل تلك المعدات وتقييم عملها حتى يكون على الوجه المطلوب.

برك مائية للشرب

لا يزال أهالي جبال حجن بني امشيخ يشربون من البرك المائية التي تتجمع من مياه الأمطار والسيول؛ نظرا لعدم توفر مياه صالحة للشرب في تلك الجبال. ويقول سكان تلك الجبال إن الدولة خصصت صهاريج سقيا لكنها تتأخر عن الوصول لعدة أشهر وأحيانا تعيقها الطرق والسيول فيضطر السكان إلى جلب الماء من البرك المائية الموجودة في القرى. وطالب حسين مشيخي بإيجاد مشاريع للمياه في تلك القرى حتى ينعم المواطن بالمياه الصالحة للشرب.

غياب الخدمات البلدية

تفتقد شوارع قرى مركز حجن إلى مشاريع السفلتة والإنارة ولم تصلها الخدمات البلدية عدا النظافة الدورية التي تتأخر في بعض الأحيان.

يقول المواطن يحيى مشيخي إن كافة قرى المركز تكاد تكون خالية من جميع الخدمات البلدية مثل السفلتة والإنارة والأرصفة والملاعب وغيرها، ولا توجد أي خدمات بلدية ما عدا النظافة الدورية التي تتأخر بسبب انقطاع الطرق وجريان السيول.

وطالب بإيجاد خدمات بلدية في المركز للسكان. وأضاف أنه تم تسليم موقع ليكون ملعبا لشباب القرى وشغل أوقات فراغهم لكن حتى الآن لم يتم تطويره عدا جهود ذاتية من الأهالي.

البعوض يهاجم ليلا والقرود نهارا

يقول المواطن علي مشيخي إن سكان مركز حجن يعانون من مهاجمة القرود لمزارعهم ومنازلهم بأعداد هائلة وذلك خلال فترة النهار مما تسبب لهم في خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية وكذلك خطورتها في نقل الأوبئة، أما فترة المساء لم يكن الوضع أحسن حالا من النهار، فعندما يحل الظلام فإن أسراب البعوض تهاجم السكان في ظل غياب فرق الرش، مطالبا بإيجاد حلول عاجلة لتلك المعاناة المستمرة.

خزانات الزراعة بلا مياه

يقول المزارع جابر يحيى مشيخي من مزارعي أشجار البن والفواكه الاستوائية إن الأهالي استبشروا خيرا بمشروع أطلق عليه «مشروع تنفيذ وتجهيز مزارع بديلة نموذجية» بإشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة، وتم عمل خزانات لبعض المزارع والانتهاء من أعمال تلك الخزانات لكن لم يتم إيصال المياه لها وبقيت خزانات فارغة بلا مياه، مطالبا بإكمال تلك المشاريع حتى يستفيد المزارعون منها وإيجاد شبكات ري بعد توفير المياه لمزارعهم.

الهجرة للمدن الأخرى

يقول الشيخ سلمان سالم مشيخي، شيخ بني امشيخ في مركز حجن: إن العديد من السكان تركوا منازلهم وقراهم وهاجروا إلى المحافظات المجاورة بسبب عدم وجود الخدمات الضرورية وضعف البنية التحتية في قرى المركز. وأضاف: إن لهم عدة مطالبات لدى الجهات المختصة حول توفير الخدمات للسكان التي يقابلون فيها بالوعود دون التنفيذ.

وزاد: إن الدولة حفظها الله لم تقصر بشيء، وقد أنفقت الغالي والنفيس من أجل راحة المواطنين في هذا الوطن الكبير، مطالبا أصحاب القرار بالنظر إلى معاناة الأهالي وإيجاد كافة الخدمات لهم، خصوصا الطرق.