حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية والتي هي من ضمن شعائر ذبح الأضحية، وعلى المضحي أن يمسك عن ذلك في وقت معين حتى ينتهي من أداء ذبيحته، اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سنتحدث عن حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد التضحية.
المقصود بالأضحية
هو ما يتم ذبحها من بهيمة الأنعام من اول أيام العيد حتى اليوم الرابع من أيام التشريق، وسميت بذلك لأنها يتم ذبحها في وقت الضحى بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، كما أنها شريعة من شرائع الدين الإسلامي، أما عن حكمها فهي سنة مؤكده عن الرسول الكريم وأحياءا لذكرى سيدنا إبراهيم عليه السلام والدليل على ذلك قول الله تعالى (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
شاهد أيضاً: هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة
أحكام الأضحية
قبل أن نذكر حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية، يجب أن نذكر بعض القواعد والأحكام التي يجب على المسلم الذي يرغب بالقيام بعملية التضحية أن يلتزم بها، ومن أهم تلك الأحكام ما يلي:
- أن تكون النية خالصة لوجه الله عز وجل، وهو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
- أن تكون الأضحية من بهائم الأنعام من البقر والغنم والإبل والماعز والضأن.
- ذبح الأضحية في وقتها المحدد من بعد صلاة العيد حتى غروب شمس اليوم الرابع من أيام التشريق.
- أن تكون خالية من العيوب والدليل على ذلك ما قاله البراء بن عازب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يجوز من الضحايا، العوراء البين عورها، والعرجاء البين عرجها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي).
- تكون ملك المضحي.
- لا تكون مرهونة، أو معلقة بحق الغير.
- تكون قد بلغت سن الذبح فالضأن تكون بلغت ستة أشهر والإبل تبلغ خمسة سنوات، والبقر سنتين، والغنم سنة كاملة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم، فاذبحوا جذعة من الضأن).
متى يمسك المضحي عن قص شعره وأظافره
يجب على المضحي أن يمسك عن قص شعره وأظافره من غروب شمس آخر يوم من أيام شهر ذي القعدة عندما يتم ثبوت دخول شهر ذي الحجة ، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فلا يأخذنّ من شعره ولا من ظفره شيئاً حتّى يضحّي)، ونهى الرسول الكريم عن فعل ذلك لأنها من الأفعال المكروهة على المضحى.
شاهد أيضاً: هل يجوز صيام عرفة وأنا على قضاء من رمضان
حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية
لا يجب الامتناع عن أخذ الشعر والأظافر للمضحي وإنما يستحب ذلك وقد أجمع الأئمة الأربعة بذلك وكذلك الإمام النووي، حيث قال النووي أن من أخذ من شعره أو أظافره شيئا فلا كفارة عليه، ولا يؤثر ذلك على ذبيحته بأي شيء، حيث قالت أُم سلمة رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فرأى هلال ذي الْحجة فلا يمس من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي).
الحكمة من عدم قص المضحي شعره وأظافره
يكره لمن أراد التضحية أن يأخذ شيئا من شعره أو أظافره، ولا يمنع له من التطيب أو معاشرة زوجته، وتكمن الحكمة من عدم أخذ شيئا من أظافره وشعره كما قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه أن الحكمة من ذلك هو إبقاء جميع أجزاء البدن حتى تعتق من النار، وقال الإمام المناوي إن الحكمة من ذلك إبقاء على كامل أجزاء جسمه فيعتق بهذا كله من النار، أما التوربشتي هو جعل الأضحية التي يضحي بها المسلم فداء عن نفسه من عذاب النار، فإذا كان مستحقا للعذاب والعقاب فإنه بذلك يفدي نفسه من النار، وأن كل جزء يفدي به فداء عن كل جزء في بدنه، وتكمن الحكمة هنا حتى تتنزل على الإنسان الرحمات وتتم له الفضائل، وحتى يغفر الله له مع كل قطرة دم تنزل من الأضحية، كما أنه تشبيها بحجاج بيت الله الحرام.
شاهد أيضاً: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية
هل على المضحي الذي أخذ شيئا من أظافره أو شعره ناسيا فدية
بعد أن بينا حكم أخذ شيئا من الشعر والأظافر وتبين أنها مستحبة وليست واجبة، والتي تبين من خلالها أنه لا فدية للمضحي عندما يأخذ شيئا من شعره وأظافره ناسيا، لأن أصل عدم الأخذ من الشعر والأظافر بقصد قال تعالى (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
أقوال العلماء في أخذ المضحي شيئا من شعره أو أظافره
تنقسم آراء العلماء في أخذ شيئا من الشعر والأظافر بشكل عام إلى عدة أقسام، وفيما يلي سنوضح رأي كل عالم من العلماء على حدة وهي:
- يرى أبو حنيفة وصاحباه أنه يجوز للمضحي أن يأخذ شيئا من أظافره وشعره وإن هذا ليس بمحرم أو مكروه.
- بعض الحنفية يقولون إن امتناع المضحى عن أخذ شيئا من الشعر والأظافر هو مستحب وليس بمحرم أو مكروه.
- أما الشافعية فيقول اذا اخذ المضحى شيئا من شعره أو أظافره فهذا مكروه ولا يدخل في الحرام.
- أما الإمام أحمد فهو يرى حرمانيه أخذ المضحي من شعره وأظافره، واستدل بذلك على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال (من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فرأى هلال ذي الْحجة فلا يمس من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي).
- ترى اللجنة الدائمة للإفتاء حرمانيه أخذ شيئا من الشعر والأظافر لمن أراد التضحية.
- رجح ابن باز وابن عثيمين حرمانيه الأخذ من الشعر والأظافر، وعدم جواز الأخذ منه.
شاهد أيضاً: هل يجوز الأضحية عن الميت
هل يطلق على المضحي الذي لم يأخذ شيئا من أظافره وشعره بأنه محرم
بالتأكيد لا، لأنه الإحرام يطلق فقط على الشخص الحاج الذي يؤدي مناسك الحج، وقد يطلق على سبيل المجاز امتثالا لقول الرسول الكريم (من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فرأى هلال ذي الْحجة فلا يمس من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي).
وقت ذبح الأضحية
يبدأ ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك وحتى غروب شمس أخر يوم من أيام التشريق، وإذا ذبح المضحي الأضحية قبل صلاة العيد فلا تقبل منه كأضحية وعليه أن يقوم بذبح أضحية أخرى، وإذا كان مقيم في مكان لا توجد فيه صلاة العيد فعليه أن يقوم بعملية الذبح بعد طلوع الشمس.
شاهد أيضاً: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية
وبهذا نكون قد ذكرنا لكم حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية؟ وتبين أنه يستحب المنع من ذلك وليس واجبا ومن فعل ذلك فلا فدية عليه، وقد بينا لكم الحكم من المنع من أخذ شيئا من الشعر والأظافر، وكذلك وقت الإمساك عن ذلك.