أكد أول أمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج عبدالله بشارة، محورية المملكة العربية السعودية لدول الخليج، وذكر أن بلاده (الكويت) ليس لها مظلة سوى الدول الخليجية، خصوصاً السعودية.
وتخوَّف عبدالله بشارة الذي حل ضيفاً على برنامج «الموقف» مع الزميل الإعلامي طارق الحميّد، من 4 قضايا كبرى جوهرية في المنطقة وباتت تشغله؛ وهي ندرة المياه، والغذاء، والتركيبة السكانية، والسياسة النفطية.
وجاءت مخاوف بشارة، حينما تحدث عن واقع مجلس التعاون الخليجي وكيف يراه، إذ قال: لدي مخاوف كثيرة، فلم تعد الحميمية التي عشتها لسنوات موجودة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يحتاج إلى رعاية وعمل وصراحة ومكاشفة، وحتى نستعيد هذه الحميمية لابد من الإدراك أنه لا مفر لنا من مجلس التعاون، وأنه قدرنا وليس هناك بديل عنه.
وأوضح بشارة أن القضايا الأربع تعتبر من القضايا الكبرى ولا بد من التعامل معها بكل بصراحة، وأهمها السياسية النفطية التي تحتاج إلى دبلوماسية عاقلة ومتفهمة ولها حضور عالمي، ولكي نصل إلى الأمن الخليجي الجماعي لابد أن نعيد زرع الحميمية والثقة، لافتاً إلى أن مجلس التعاون الخليجي مطلوب عالميا، ويقدر العالم عقلانية وحكمة المسؤولين داخله في معالجة الكثير من القضايا باعتدال.
دور الصحافة
وتطرق بشارة إلى دور الصحافة والإعلام في المساهمة باستعادة الحميمية والثقة والإصرار على الترابط والوحدة ومفهوم التعاضدية في كل المجالات الأمنية والاقتصادية والتعايش، «فكلنا في سفينة واحدة».
النظام الايراني وسياسة التآمر
وفي ما يتعلق بالمحيط الإقليمي، قال بشارة: “لدي أيضا مخاوف سياسية وقلق من سياسة النظام الإيراني التاريخية في التآمر والطائفية، وهذا أمر لا يمكن أن يتفق مع شروط أمن واستقرار المنطقة، كما أن إيران تريد أن تغير مفهوم التركيبة السكانية في الإقليم ولست مرتاحاً من هذه السياسة، وحتى الانتخابات الإيرانية أفرزت ذهنية متطرفة مؤمنة بهذه الرسالة التصادمية والملغمة، وستفرز إشكاليات. أما بالنسبة للعراق فهو أيضا تحت التأثير والنفوذ الإيراني الذي أصبح طاغياً في العراق وسورية ولبنان، كما أن الشرعية في سورية قد فُقدت والنظام غير قابل لإحيائه وآمل أن يتغير ويتبدل.
دخول الكويت للجامعة العربية
وروى بشارة قصة دخول الكويت للجامعة العربية ودور الملك سعود رحمه الله البارز في هذا الجانب، إذ قال: بعد ادعاءات وتهديد حاكم العراق عبدالكريم قاسم وعدم الاعتراف بدولة الكويت، وبحكم العلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وقف الملك سعود، وأرسل 1000 جندي إلى الكويت وأعطى أوامر بإطلاق النار على كل من يعتدي على الكويت وشعبها، وكانت للملك سعود مساع كبيرة من خلال المطالب والبرقيات الهاتفية مع جمال عبدالناصر وكان يقول له: لا يجوز أن يبقى الكويت خارج أبواب الجامعة العربية، وحمل الملك سعود العبء والطلب الكويتي حتى وضعه أمام الجامعة.
كما تطرق إلى كثير من الأحداث السياسية التي كان شاهدا عليها حينها، من أبرزها الاعتراف المتبادل بين الكويت والعراق الذي ظل سنوات، فبعد سقوط النظام العراقي سنة 1963 تم الاتفاق بين البلدين وترسيم الحدود بينهما.
وأكد قوة العلاقة الاستثنائية بين السعودية والكويت، إذ قال: في عام 1964 طلب مني الشيخ صباح الأحمد رحمه الله نقل بعض الأوراق التي تخص حرب اليمن، ليطلع عليها الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، وقدمت له الأوراق، وحين انتهى من قراءتها قال لي: بيننا وبين السعودية علاقات تاريخية.. السعوديون أشقاؤنا ونحن إخوان وخلان، وأشار إلى أن وضع الكويت الجغرافي ليس له مظلة سوى المظلة الخليجية الجماعية، وهي المظلة السعودية.