لكن ثمة تحديات قانونية وسياسية لهذه المحاولة التي من شأنها في حال نجحت كبح جماح قادة الحرب في إسرائيل؛ ومن ضمن هذه التحديات والمعوقات عدم اعتراف إسرائيل بالمحكمة الجنائية الدولية، كما أنها ليست عضواً فيها، ولم توقع على نظام روما الأساسي، ما يجعل تنفيذ أي أمر اعتقال معقداً للغاية.
وفي هذا الشأن، أكد نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون عدم اعترافهم بشرعية المحكمة في التدخل في الشؤون الإسرائيلية.
التحدي السياسي الأكبر هو الموقف الأمريكي، إذ انتقدت الولايات المتحدة بشدة خطوات المحكمة الدولية، حتى أن الرئيس جو بايدن وصف قراراتها بأنها «مشينة»، مؤكداً دعمه الكامل لإسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها، وهذا ما يقوض المحاولات الدولية لمحاكمة (نتنياهو والسنوار)؛ على حد سواء.
وهنا لا بد من الإشارة أيضاً إلى معوقات تنفيذية؛ وهي أن المحكمة الجنائية الدولية تعتمد على الدول الأعضاء لتنفيذ أوامر الاعتقال، وهي لا تملك قوة تنفيذية خاصة بها.
وفي حالة إسرائيل، من غير المرجح أن تقوم الحكومة الحالية أو المستقبلية بتسليم أي مسؤولين إسرائيليين إلى المحكمة.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، إلا أن المنظمات الدولية وغير الحكومية يمكن أن تلعب دوراً في زيادة الضغط على إسرائيل، كما أن الحملات الدولية يمكن أن تؤثر على الرأي العام العالمي وتزيد من الضغط السياسي على الحكومات المتعاونة مع إسرائيل.
ويعد كريم أسد أحمد خان هو المدعي العام الحالي للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ثالث شخص يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المحكمة. وُلد في إدنبرة، اسكتلندا، في 30 مارس 1970، لعائلة مهاجرة من باكستان. درس القانون في كلية الملك جورج بجامعة لندن، وحصل على درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة كامبريدج، ويعتبر ثالث مدعٍ عام للمحكمة الجنائية الدولية.
تولى خان العديد من المناصب المهمة في مجال القانون الدولي قبل أن يصبح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في يونيو 2021. شغل منصب مستشار خاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق. كما مثَّل العديد من الشخصيات البارزة في قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية، منها نائب الرئيس الكيني ويليام روتو وسيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
بدأ خان مسيرته المهنية في مكتب الادعاء الملكي لإنجلترا وويلز، ثم أصبح مدعي التاج. لاحقاً، عمل في محاكم دولية عدة، بما في ذلك المحكمة الخاصة بلبنان والمحكمة الخاصة لسيراليون. خان معروف بجهوده لتعزيز العدالة الدولية وحقوق الإنسان، وقد تم انتخابه لمنصبه الحالي بدعم من 72 دولة في اقتراع سري بالأمم المتحدة.
فهل ينجح المحامي البريطاني في جر يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو إلى المحاكمة، وتثبيت قاعدة محاسبة صنَّاع الحروب في سابقة لم تحدث في الشرق الأوسط؟