| أقدم غنام في شبرا الخيمة: «بعاملها بحنية زي ولادي»

مع اقتراب عيد الأضحي المبارك، يبدأ رمضان عبدالستار الشهير بـ«رمضان الغنام»، 68 سنة، من منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية في تجهيز الشادر الخاص به، تمهيدا لاستقبال الزبائن الذين اعتادوا على الشراء منه، منذ أن كان يفترش الشارع بعدد قليل من الأغنام حتى أصبح الآن يمتلك شادرا يسع المئات من رؤوس الماشية والأغنام وذاع صيته في المنطقة.

سنوات الشقاء تركت في «رمضان» أثرا كبيرا حتى أنها غيرت ملامحه وغيرت طباعه، الآن بعد تلك السنوات أصبح يعلم الكثير عن أصول المهنة التي تعتمد بشكل كبير على الدراية الكاملة بأصول التربية وكيفية التعامل مع تلك الأرواح التي لا يمكنها أن تعبر عن مطالبها: «دي روح ومابتعرفش تقول جعانة أو عطشانة، ولازم اللي يتعامل معاها يكون رحيم، مش مجرد إنه يربي وبس، لا ده لازم يبقي عارف كويس أمتى يحط الأكل والمية وأمتى يجيب الدواء، الموضوع مش سهل».

علاقة «رمضان» بالأضاحي تبدأ بعد انتهاء شهر رمضان، عندما يذهب إلى أحد الأسواق المجاورة ليشتري عدد من الأغنام يجهزها لموسم عيد الأضحي، بعد أن يستلمها من التجار ويدخلها عزلا أسبوع كامل، بعيدًا عن تلك الأغنام التي توجد لديه منذ عام، وتكون في كثير من الأحيان أمهات أنجبت ولم يتمكن من عرضها للبيع في موسم الذبح: «لازم طبعا يبقوا في عزل شوية علشان لو فيه حاجة تعبانة يبان عليها وأعرف أتصرف وأعالجها، والعلاج أهم حاجة في الموضوع، لأن لو نعجة تعبانة هتعدي الكل، فلازم ناخد بالنا كويس جدا من أي علامات بتظهر».

بعد انقضاء مدة الحجر يبدأ الرجل في تجهيز أماكن مبيت خاص بها، شريطة أن يتوافر بداخله الأدوات التي يمكن من خلالها إطعام الأضاحي: «أنا حنين عليها كأنها عيالي وعمري ما أقدر أغش حد ولو هكسب في الرأس ألف جنيه، الأمانة والشرف أهم، علشان كدة أنا بقالي سنين في نفس مكاني واعتبر أقدم مربي أضاحي في شبرا الخيمة، لأن الناس وثقت فيا وفي حاجتي».